الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو منصور الثعالبي >> ألم تَرَ مُذْ عامينِ أملاكَ عصرِنا >>
قصائدأبو منصور الثعالبي
- ألم تَرَ مُذْ عامينِ أملاكَ عصرِنا
- يصيحُ بهمْ للموتِ والقتلِ صائحُ
- فتوحُ بنُ منصورٍ طوَتْهُ يدُ الرَّدى
- على حسراتٍ ضُمِّنَتها الجوانِحُ
- ويا بؤسَ منصورٍ وفي يومِ سرخسٍ
- تمزِّقَ عنهُ مُلكُهُ وهوَ طامِحُ
- وفُرِّقَ عنهُ الشَّملُ بالسَّملِ فاغتَدى
- أسيراً ضريراً تعتَرِيهِ الجوائِحُ
- وصاحبُ مصرٍ قد مضى لسبيلهِ
- ووالي الجبالِ غَيَّبَتْهُ الصفائِحُ
- وصاحبُ جُرْجَانيَّة ٍ في ندامة ٍ
- ترصَّدَهُ طَرفٌ من الحَيْنِ طامِحُ
- تساقَوْا كؤوسَ الراحِ ثم تشَارَبُوا
- كؤوسَ المنايا والدماءُ سوافِحُ
- وخوارِزمُ شاهٍ وجهُ نعيمِهِ
- وعنَّ له يومٌ من النَّحْسِ كالِحُ
- مكانَ علا في الأرضِ يخبِطُها أبو
- عليٍّ إلى أن طوَّحَتْهُ الطوائِحُ
- فعارضَهُ نابٌ من الشرِّ أعصلٌ
- وعَنَّ له طيرٌ من الشؤمِ بارِحُ
- وصاحبُ بُسْتٍ ذلكَ الضيغمُ الذي
- براثِنُهُ للمشرقَيْنِ مفاتِحُ
- أناخَ بهِ من صدمة ِ الدهرِ كلكلٌ
- فلمْ يُغْنِ عنهُ والمقدَّرُ سانِحُ
- خيولٌ كأمثالِ السيولِ سوابحٌ
- فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارِحُ
- جيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحَصى
- تَغُصُّ بها قيعانُها والصَّحاصِحُ
- ودارتْ على صمصامِ دولة ِ بُويَهٍ
- دوائرُ سوءٍ قبلهنَّ فوادِحُ
- وقد جازَ والي الجَوْزَجانِ قناطرَ الـ
- ـحياة ِ فوافَتْهُ المنايا الطوامِحُ
- وفائقٌ المجبوبُ قد جُبَّ عمرُهُ
- فأمسى ولم يَنْدُبْهُ في الأرضِ نائحُ
- مضَوْا في مدى عامينِ واختَطَفَتْهُمُ
- عقابٌ إذا طارتْ تَخِرُّ الجوارحُ
- وكانَ بنو سامانَ أطوادَ عِزَّة ٍ
- فأضحتْ بصرفِ الدَّهْرِ وهيَ أم
- أما لك فيهمْ عِبرَة ٌ مستفادَة ٌ
- بلى إنَّ نهجَ الاعتبارِ لَوَاضِحُ
- تَسَلَّ عنِ الدُّنيا ولا تَخْطِبنَّها
- ولا تنكَحَنْ قتَّالة ً من تناكِحُ
- فليسَ يفي مَرجُوُّها بَمخُوفِها
- ومكروهُها إمَّا تَدَبَّرْتَ راجِحُ
- لقد قالَ فيها الواصفونَ فأكثُروا
- وعندي لها وصفٌ -لعَمرُكَ -صالِحُ
- سلافٌ قصاراها زعافٌ ومركبٌ
- شهيٌّ إذا اسْتَلْذَذْتَهُ فهو جامِحُ
- وشخصٌ جميلٌ يعجبُ الناسَ حسنُهُ
- ولكنْ له أسرارُ سوءٍ قَبَائِحُ
المزيد...
العصور الأدبيه