الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> ضلال مارأيتُ منَ الضلالِ >>
قصائدأبو فراس الحمداني
- ضلال مارأيتُ منَ الضلالِ
- معاتبة ُ الكريمِ على النوالِ
- وَإنّ مَسامعي، عَن كلّ عَذْلٍ،
- لفي شغلٍ بحمدٍ أو سؤالِ
- ولا واللهِ ، ما بخلت يميني ،
- وَلا أصْبَحْتُ أشْقَاكُمْ بِمَالي
- ولا أمسي يحكَّمُ فيهِ يعدي
- قليلُ الحمدِ ، مذمومُ الفعالِ
- ولكني سأفنيهِ ، وأقني
- ذخائِرَ مِنّ ثَوَابٍ أوْ جَمَالِ
- وَللوُرّاثِ إرْثُ أبي وَجَدّي،
- جيادُ الخيلِ والأسلِ الطوالِ
- وَمَا تَجْني سَرَاة ُ بَني أبِينَا
- سوى ثمراتِ أطرافِ العوالي
- ممالكنا مكاسبنا ، إذا ما
- تَوَارَثَهَا رِجَالٌ عَنْ رِجَالِ
- إذا لمْ تمسِ لي نارُ فإني
- أبِيتُ، لنارِ غَيرِي، غَيرَ صَالِ
- أوَيْنَا، بَينَ أطْنَابِ الأعَادي،
- إلى بلدٍ ، منَ النصارِ خالِ
- نَمُدّ بُيُوتَنَا، في كُلّ فَجٍّ،
- بِهِ بَينَ الأرَاقِمِ وَالصِّلالِ
- نعافُ قطونهُ ، ونملُّ منهُ،
- وَيَمْنَعُنَا الإبَاءُ مِنَ الزِّيَالِ
- مخافة َ أنْ يقالَ ، بكلِ أرضٍ :
- بَنُو حَمْدَانَ كَفّوا عَن قِتَالِ
- أسَيْفَ الدّوْلَة ِ المَأمُولَ، إني
- عن الدنيا ، إذا ما عشتَ ، سالِ
- ومنْ ورد َالمهالكَ لم ترعهُ
- رزايا الدهرِ في أهلٍ ومالِ
- إذا قضي الحمامُ عليَّ ، يوماً
- فَفي نَصْرِ الهُدى بِيَدِ الضَّلالِ
- مَخَافَة َ أن يُقَالَ، بكُلّ أرْضٍ:
- فَلَيْسَ عَلَيْكَ خَائِنَة ُ اللّيَالي
- وَأنْتَ أشَدّ هَذَا النّاسِ بَأساً،
- بِهِ بَينَ الأرَاقِمِ وَالصِّلالِ
- وَأهْجَمُهُمْ عَلى جَيْشٍ كثيفٍ
- وأغورهمْ على حيٍّ حلالِ
- ضربتَ فلمْ تدعْ للسيفِ حداً
- وجلتَ بحيثُ ضاقَ عنِ المجالِ
- فقُلتَ، وَقد أظَلّ المَوْتُ: صَبراً!
- وإنَّ الصبرَ عندَ سواكَ غالِ
- ألا هَلْ مُنْكِرٌ يَابْنَيْ نِزَارٍ،
- مقامي ، يومَ ذلكَ، أو مقالي؟
- ألمْ أثبتْ لها ، والخيلُ فوضى ،
- بحيثُ تخفُّ أحلامُ الرجالِ؟
- تَرَكْتُ ذَوَابِلَ المُرّانِ فِيهَا
- مُخَضَّبَة ً، مُحَطَّمَة َ الأعَالي
- وَعُدْتُ أجُرّ رُمْحي عَن مَقَامٍ،
- تحدثُ عنهُ رباتُ الحجالِ
- وَقَائِلَة ٍ تَقُولُ: جُزِيتَ خَيراً
- لقدْ حاميتَ عنْ حرمِ المعالي !
- وَمُهرِي لا يمَسّ الأرْضَ، زَهواً،
- كَأنّ تُرَابَهَا قُطْبُ النّبَالِ
- كأنَّ الخيلَ تعرفُ منْ عليها ،
- فَفي بَعضٍ عَلى بَعضٍ تُعَالي
- رَخِيصٍ عِندَهُ المُهَجُ الغَوَالي
- فإنْ عِشْنا ذَخَرْنَاهَا لأخْرَى ،
- وَإنْ مُتْنَا فَمَوْتَاتُ الرّجَالِ
المزيد...
العصور الأدبيه