الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أقِلّي، فَأيّامُ المُحِبّ قَلائِلُ، >>
قصائدأبو فراس الحمداني
أقِلّي، فَأيّامُ المُحِبّ قَلائِلُ،
أبو فراس الحمداني
- أقِلّي، فَأيّامُ المُحِبّ قَلائِلُ،
- وَفي قَلبِهِ شُغلٌ عنِ اللّوْمِ شَاغِلُ
- ولعتِ بعذلِ المستهامِ على الهوى ،
- وَأوْلَعُ شَيْءٍ بِالمُحِبّ العَوَاذِلُ
- أريتكِ ، هلْ لي منْ جوى الحبِ مخلصٌ ،
- وَقد نَشِبَتْ، للحُبّ فيّ، حَبائِلُ؟
- وبينَ بنياتِ الخدورِ وبيننا
- حروبٌ ، تلظى نارها وتطاولُ
- أغَرْنَ على قَلبي بجَيشٍ مِنَ الهَوَى
- وطاردَ عنهنَّ الغزالُ المغازلُ
- تَعَمّدَ بِالسّهْمِ المُصِيبِ مَقَاتِلي،
- ألا كُلّ أعضَائي، لَدَيهِ، مَقَاتِلُ
- وواللهِ ، ماقصرتُ في طلبِ العلاَ ؛
- ولكنْ كأنَّ الدهر عني غافلُ
- مواعيدُ آمالٍ ، تماطلني بها
- مُرَامَاة ُ أزْمَانٍ، وَدَهْرٌ مُخَاتِلُ
- تدافعني الأيامُ عما أريدهُ ،
- كما دفعَ الدَّين الغريمُ المماطلُ
- خليليَّ ، أغراضي بعيدٌ منالها !
- فهلْ فيكما عونٌ على ما أحاولُ ؟
- خَلِيلَيّ! شُدّا لي عَلى نَاقَتَيْكُمَا
- إذا مابدا شيبٌ منَ العجزِ ناصلُ
- فمثليَ منْ نالَ المعالي بسيفهِ ،
- وَرُبّتَمَا غَالَتْهُ، عَنْهَا، الغَوَائِلُ
- وَمَا كلّ طَلاّبٍ، من النّاسِ، بالغٌ
- ولا كلُّ سيارٍ ، إلى المجدِ ، واصلُ !
- وإنَّ مقيماً منهجَ العجزِ خائبٌ
- وَإنّ مُرِيغاً، خائِبَ الجَهدِ، نَائِلُ
- وَمَا المَرْءُ إلاّ حَيثُ يَجعَلُ نَفْسَهُ
- وإني لها ، فوقَ السماكينِ ، جاعلُ
- وَللوَفْرِ مِتْلافٌ، وَللحَمْدِ جَامِعٌ،
- وللشرِّ ترَّاكٌ ، وللخيرِ فاعلُ
- وَمَا ليَ لا تُمسِي وَتُصْبحُ في يَدِي
- كَرَائِمُ أمْوَالِ الرّجالِ العَقَائِلُ؟
- أحكمُ في الأعداءِ منها صوارماً
- أحكمها فيها إذا ضاقَ نازلُ
- و مانالَ محميُّ الرغائبِ ، عنوة ً ،
- سِوَى ما أقَلّتْ في الجُفونِ الحَمائلُ
المزيد...
العصور الأدبيه