الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ ! >>
قصائدأبو فراس الحمداني
أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ !
أبو فراس الحمداني
- أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ !
- تجُودُ بالنّفسِ، وَالأرْوَاحِ تُصْطلمُ
- يا باذِلَ النّفسِ وَالأموَالِ مُبتسِماً،
- أما يهولكَ لا موتٌ ، ولا عدمُ؟ !
- لقدْ ظننتكَ ، بينَ الجحفلينِ ، ترى
- أنّ السّلامَة َ، من وَقعِ القَنَا، تَصِمُ
- نشَدتُكَ الله، لا تَسمحْ بنفسِ عُلاً،
- حَيَاة ُ صَاحِبِها تَحيا بِهَا الأمَمُ
- هِيَ الشّجَاعَة ُ إلاّ أنّهَا سَرَفٌ،
- وكلُّ فضلكَ لا قصدٌ ولا أممُ
- إذا لَقيتَ رِقَاقَ البِيضِ، مِنفَرِداً،
- تحتَ العَجاجَة ِ لمْ تُستَكْثرِ الخَدَمُ
- تفدي بنفسكَ أقواماً صنعتهمُ
- وكانَ حقهمُ أنْ يفتدوكَ همُ
- وَمَنْ يُقَاتِلُ مَنْ تَلقى القِتالَ بِهِ،
- وَلَيسَ يَفضُلُ عَنكَ الخَيلُ وَالبُهُمُ
- تَضِنّ بالحَرْبِ عَنّا، ضَنّ ذي بخَلٍ،
- ومنكَ ، في كلِ حالٍ ، يعرفُ الكرمُ !
- لا تَبْخَلَنّ عَلى قَوْمٍ إذَا قُتِلُوا
- أثْنَى عَلَيكَ بَنُو الهَيْجَاءِ، دُونَهمُ
- ألبستَ ما لبسوا ، أركبتَ ما ركبوا
- عرفتَ ما عرفوا ، علمتَ ما علموا
- كما أريتَ ببيضٍ، أنتَ واهبها ،
- على خُيولِكَ خاضُوا البحرَ وهوَ دَمُ
- هُمُ الفَوَارِسُ، في أيّدِيهِمُ أسَلٌ،
- فإنْ رأوكَ فأسدٌ ، والقنا أجمُ
- قَالُوا المَسِيرُ! فَهَزّ الرّمحُ عَامِلَهُ،
- وَارْتَاحَ في جفنهِ الصّمصَامَة ُ الخَذِمُ
- فطالبتني بما ساءَ العداة َ ، وقدْ
- عودتها ما تشاءُ الذئبُ والرخمُ
- حَقَّاً، لقد ساءني أمرٌ، ذُكِرْتُ لَهُ،
- لَوْلا فِرَاقُكَ لمْ يُوجَدْ لَهُ ألَمُ
- لا تشغلني بأمرِ " الشامِ " أحرسهُ
- إنّ الشآمَ عَلى مَنْ حَلّهُ حَرَمُ
- فَإنّ للثّغْرِ سُوراً مِنْ مَهَابَتِهِ،
- صخورهُ منْ أعادي أهلهِ قممُ
- لا يحرمني " سيفُ الدينِ " صحبتهُ
- فَهْيَ الحَيَاة ُ التي تَحيَا بِهَا النَّسَمُ
- و ماا عترضتُ عليهِ في أوامرهِ
- لكنْ سألتُ ، ومنْ عاداتهِ ، نعمُ !
المزيد...
العصور الأدبيه