الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا >>
قصائدأبو تمام
يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
أبو تمام
- يومَ الفراق لقدْ خلقتَ طويلا
- لم تُبقِ لي جلداً ولا معقولا
- لَوْ حارَ مُرتَادُ المَنِيَّة ِ لَمْ يُرِدْ
- إلا الفراقَ على النفوسِ دليلا
- قالوا الرَّحِيلُ فَما شَككْتُ بأُنَها
- نفسي عن الدنيا تريد رحيلا
- الصَّبرُ أَجمَلُ غَيْرَ أَن تَلَدُّداً
- في الحُب أَحرَى أَنْ يكونَ جَمِيلا
- أتظنني أجدُ السبيلَ إلى العزا
- وجدَ الحمامُ إذاً إليَّ سبيلا!
- ردُّ الجموحِ الصعبِ أسهلُ مطلباً
- من ردِّ دمعٍ قدْ أصابَ مسيلا
- ذكرتكم الأنواءُ ذكري بعضكمْ
- فبكتْ عليكمْ بكرة ً وأصيلا
- وبنفسيَ القمرُ الذي بمحجَّر
- أمسى مصوناً للنوى مبذولا
- إني تأمَّلْتُ النَّوى فوجَدتُها
- سَيْفاً عَليَّ معَ الهَوَى مسْلُولا
- لا تأخذيني بالزمان، فليسَ لي
- تبعاً ولستُ على الزمانِ كفيلا
- مَنْ زَاحَفَ الأّيَّامَ ثُمَّ عَبَا لَها
- غيرَ القناعة ِ لمْ يزلْ مفلولا
- من كانَ مرعى عزمِهِ وهمومِهِ
- رَوضُ الأَماني لَم يَزَل مَهْزُولا
- لَوْ جَازَ سُلطانُ القُنُوعِ وحُكْمُهُ
- في الْخَلْقِ ما كانَ القَلِيلُ قَليلا
- الززْقَ لا تَكْمَدْ عليهِ فإنَّهُ
- يَأْتي ولَمْ تَبْعَثْ إِليهِ رَسُولا
- للّهِ دَرُّكِ أَيُّ مَعْبَرِ قَفْرَة ٍ
- لا يُوحشُ ابنَ البيضة ِ الإجفيلا
- بِنْتُ الفَضَاءِ متى تَخِدْ بِك لا تَدَعْ
- في الصَّدْرِ مِنكَ على الفَلاة ِ غلِيلا
- أو ما تراها، ما تراها، هزَّة ً
- تشأى العيونَ تعجرفاً وذميلا!
- لوْ كانَ كلفها عبيدٌ حاجة ً
- يوماً لأنسيَ شدقماً وجديلا
- بالسَّكْسكي المَاتِعي تَمَتَّعتْ
- هممٌ ثنتْ طرفَ الزمان كليلا
- لا تدعونْ نوحَ بن عمروٍ دعوة ً
- للخطبِ إلا أنْ يكونَ جليلا
- يَقِظٌ إذاما المُشكلاتُ عَرَوْنَهُ
- ألْفَيْنَهُ المُتَبَسَّمَ البُهْلُولا
- ما زَالَ يُبرِمُهُنَّ حتَّى إِنَهُ
- لَيُقالُ، ما خَلَقَ الإِلَهُ سَحِيلا
- ثَبْتُ المَقَامِ يرَى القَبيلَة َ واحِداً
- ويرى فيحسبُه القبيلُ قبيلا
- كَمْ وَقْعَة ٍ لكَ في المَكارِمِ فَخْمَة ٍ
- غادرْتَ فيها ما ملكتَ فتيلا
- أوطأتَ أرضَ البُخلِ فيها غارة ً
- تَركَتْ حُزونَ الْحَادَثات سُهُولا
- فَرَأّيْتَ أكثَرَ ماحَبَوْتَ مِنْ اللُّهى
- نَزْراً وأصغَرَ ما شُكِرْتَ جَزِيلا
- لَمْ يَتَّرِكْ في المَجْدِ مَنْ جَعَلَ النَّدى
- في مالِهِ لِلمُعتَفِينَ وَكِيلا
- أَولَيسَ عمْروٌ بَثَّ في الناسِ النَّدَى
- حتّى اشتَهَينا أَن نُصِيبَ بَخِيلا
- أشدُدْ يديك بحبلِ نوحٍ مُعصماً
- تلقاه حَبلاً بالندى موصُولا
- ذَاكَ الَّذي إِنْ كَانَ خِلَّكَ لم تَقُلْ
- يا لَيْتَني لَمْ أَتَّخِذْه خَليلا
المزيد...
العصور الأدبيه