الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> يادَهْرُ قَدْكَ وقَلَّما يُغني قَدِي >>
قصائدأبو تمام
يادَهْرُ قَدْكَ وقَلَّما يُغني قَدِي
أبو تمام
- يادَهْرُ قَدْكَ وقَلَّما يُغني قَدِي
- وأراكَ عِشْرَ الظمْءِ مُرَّ المَوْرِدِ
- ولقدْ أحيط بنا ولم نكُ صورة
- بكَ واستُعِدَّ لنا ولمّا نُولَدِ
- يادَهْرُ أَيَّة ُ زَهْرَة ٍ لِلمَجْدِ لم
- تجففْ وأية ُ أيكة لمْ تخضُدِ !
- أترعتَ للعنقاءِ في أشعافِها
- كأساً تدفقُ بالذعافِ الأسودِ
- قَدْ كانَ قَرْمٌ كاسمِهِ قَرْمَاً وما
- ولَدَتْ نِسَاءُ بَنِي أبيهِ كأحمَدِ
- نجما هدى ً هذاكَ نجمُ الجدي إنْ
- حارَ الدليلُ وذاكَ نجمُ الفرقدِ
- هذا سنانٌ زاغبيٌّ في الوغى
- وكأنما هذا ذبابُ مهندِ
- وجَبِينُ هذا كالشهَابِ جَلا الدُّجَى
- عنه وهذا كالشهابِ المُوقَدِ
- ولَنِعْمَ دِرْعا الحّي في يَوْمَيْهِما
- كانا ونِعْمَ الذُّخْرِ كانا لِلغَدِ
- لم يَشْهَدا نَجْوَى ولاحَشّا لَظَى
- حَرْبٍ تُسَعَّرُ بالقَنا المُتَقَصدِ
- إلاَّ رأَيْنا ذَا على تلك الرَّحا
- قُطْباً وذَا مِصْبَاحَ ذَاكَ المَشْهَدِ
- رُزِئَت بَنُو عَمْرو بنِ عامرٍ الذُّرَى
- بِهما وصَوَّحَ نَبْتُ وَادِيها النَّدى
- وكذا المنايا ما يطأنَ بمسيمٍ
- إلا على أعناق أهلِ السؤددِ
- ولَئِن أُصِيبُوا إِنَّ تِلكَ لَغَيْضَة ً
- لم تخلُ من ليثٍ هنالكَ ملبدِ
- ما دامَ ذاك المعدنُ الزاكي الثرى
- في جزعِنا لم نلتفتْ للعسجدِ
- تلكَ المصائبُ مشوياتٌ كلها
- إلا مصيبة َ حجوة َ بنِ محمدِ
- ولقَدْ أصابَ غَليلُها مَنْ لم يُصَبْ
- ولَصُيرَتْ فقْداً لِمَنْ لم يَفْقِدِ
- طامنْ حشاكَ أبا الحبابِ فإنها
- نوبٌ تروحُ على الأنامِ وتغتدي
- فلقدْ أفاقِ متممٌ عن مالكٍ
- وسلا لبيدُ قبلهُ عنْ أربدِ
- فَلَئِنْ صَبَرْتَ لأنتَ كوكبُ مَعْشَرٍ
- صَبَروا وإنْ تَجْزَعْ فغَيْرُ مفَنَّدِ
- هذي المعونة ُ باللسانِ ولو أرى
- عَيْن الحِمَامِ لَقَدْ أَعَنْتُكَ باليَدِ
المزيد...
العصور الأدبيه