الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> ها إنَّ هذا مَوْقَفُ الجَازِعِ >>
قصائدأبو تمام
ها إنَّ هذا مَوْقَفُ الجَازِعِ
أبو تمام
- ها إنَّ هذا مَوْقَفُ الجَازِعِ
- أقْوى وسُؤْرُ الزَّمن الفَاجعِ
- دَارٌ سَقَاها بَعْدَ سُكَّانها
- صَرْفُ النَّوَى منْ سَمَّه الناقِعِ
- ولا تَلُوما ذَا الهَوَى إِنَّها
- لَيْسَتْ بِبِدْعٍ حَنَّة ُ النَّازِعِ
- لَوْ قيلَ ما كانَ مَزُوراً بها
- إذاً لسرَّ الربعُ بالرابعِ
- فاعتبرا واستعبرا ساعة َ
- فالدَّمْعُ قِرْنٌ للجَوَى الرَّادِعِ
- أخْلَتْ رُبَاها كُلُّ سَيْفَانَة ٍ
- تَخْلَعُ قَلْبَ المَلِكِ الْخَالِعِ
- يصبحُ في الحبَّ لها ضارعاً
- مَنْ لَيْسَ عِنْدَ السيْفِ بالضَّارِعِ
- رُودٌ إِذَا جَرَّدْتَ في حُسْنِها
- فكركَ دلتكَ على الصانعِ
- نوحٌ صفا مذْ عهدِ نوحٍ له
- شِرْبُ العُلى في الحَسَبِ الفَارِعِ
- مُطَّرِدُ الآباءِ في نِسْبَة ٍ
- كالصُّبْحِ في إشراقِه السَّاطِعِ
- مَناسِبٌ تُحسَبُ مِنْ ضَوْئِها
- منازلاً للقمرِ الطالعِ
- كالدلوِ والحوتِ وأشراطهِ
- والبَطْنِ والنَّجْمِ إلى البَالِعِ
- نوحٌ بنُ عمرو بنِ حويَّ بن عم
- ـرِو بنِ حُوَي بن الفَتَى ماتِعِ
- السكسكيّ المجدِ كنديهُ
- وأدديُّ السؤددِ الناصعِ
- للجدبْ في اموالهِ مرتعٌ
- ومقنعٌ في الخصبِ للقانعِ
- قدْ أَشْرَقَت في قَوْمِهِ مِنْهُمُ
- ناصَيَة ٌ تَنْأَى عنِ السَّافِعِ
- كم فَارسٍ فيهمْ إذا استُصرِخُوا
- مِثْلِ سِنَانِ الصَّعْدَة ِ اللامِعِ
- يُكْرِهُ صَدْرَ الرُّمْحِ أو يَنْثَنِي
- وقدْ تروى منْ دمٍ مائعِ
- بطعنة ٍ خرقاءَ تأتي على
- حَزامَة ِ المُسْتلِئِم الدَّارِعِ
- ينفذُ في الآجالِ أحكامهُ
- أَمْرَ مُطاعِ الأَمْرِ في طائِعِ
- يُخْلَى لهَا المأْزِقُ يَوْمَ الوَغَى
- عنْ فرجة ٍ في الصفَّ كالشارعِ
- إنَّ حوياً حاجتي فاقضها
- ورُدَّ جَأْشَ المُشفِقِ الْجَازِعِ
- فَتًى يَمَانٍ كاليَمانِي الذي
- يعرمُ حراهُ على الوازعِ
- في حليهِ النابي وفي جفنهِ
- وفي مَضَاءِ الصَّارِم القَاطِعِ
- يُجاوِزُ الْخَفْضَ وأفْيَاءَهُ
- إلى السرى والسفرِ الشاسعِ
- أدلُّ بالقفرِ وأهدى له
- منَ الدعيميصِ ومنْ رافعِ
- يَعْلَمُ أَنَّ الدَّاءَ مُسْتَحْلِسٌ
- تحتَ جَمَامِ الفَرَسِ الرَّائِعِ
- والطائِرُ الطائِرُ في شَانِهِ
- يلوي بخطِّ الطائرِ الواقعِ
- أخفَقَ فاستَقْدَمَ في هِمَّة ٍ
- وغادرَ الرتعة َ للراتعِ
- ترمي العلى منهُ بمستيقظِ
- لا فَاتِرِ الطَّرْفِ ولا خاشِعِ
- وإنَّما الفَتْكُ لِذِي لأْمَة ٍ
- شبعانَ أو ذي كرمٍ جائعِ
- أُنْشُرْ له أُحْدُوثة ً غَضَّة ً
- تُصْغِي إليها أْذُنُ السَّامِعِ
- إنْ يرفعِ السجفُ لهَ اليومَ يرْ
- فَعْهُ غداً في المشْهَدِ البَارعِ
- فَرُبَّ مَشْفُوعٍ له لم يَرمْ
- حتى غداً يشفعُ للشافعِ
- إن أنتَ لم تنهضْ بهِ صاعداً
- في مسترادِ الزاهرِ اليانعِ
- حتّى يُرَى مُعتدلاً ظَنُّهُ
- بعد التِياثِ الأَمَل الظَّالِعِ
- أكدى الذي يعتدهُ عدة ً
- وضاعَ منْ يرجوهُ للضائعِ
المزيد...
العصور الأدبيه