الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ >>
قصائدأبو تمام
نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ
أبو تمام
- نُسَائِلُهَا أَيَّ المَواطِنِ حَلَّتِ
- وأيِّ ديارٍ أوطنتها وأيتِ
- وماذا عليها لو أشارتْ فودعت
- إلينا بأطرافِ البنانِ وأومتِ
- وما كانَ إلاّ أنْ تولتْ بها النوى
- فَوَلَّى عَزَاءُ القَلْبِ لَمَّا تَوَلَّتِ
- فأما عيونٌ العاشقينَ فأسخنتْ
- وأَمّا عيُونُ الشامِتينَ فَقَرَّتِ
- ولما دعاني البينُ وليتٌ إذْ دعا
- ولما دعاها طاوعتهُ ولبتِ
- فلمْ أرَ مثلي كانَ أوفى بذمة ٍ
- ولا مثلها لم ترعَ عهدي وذمتي
- مَشُوقٌ رَمَتْهُ أَسْهُمُ البَيْن فانْثَنَى
- صَريعاً لها لمَّا رَمَتْهُ فأَصْمَتِ
- ولوْ أَنّها غَيْرُ النَّوَى فَوَّقَتْ لَهُ
- بأسهمها لمْ تصمْ فيهِ واشوتِ
- كأَنَّ عَليْها الدَّمْعَ ضَرْبة ُ لازِبٍ
- إِذَا ما حَمَامُ الأَيْكِ في الأَيْكِ غَنَّتِ
- لئنْ ظمئتْ أجفانُ عيني إلى البكا
- لقَدْ شَرِبَتْ عَيْني دَماً فَتَروَّتِ
- عليها سلامُ اللهِ أني استقلتِ
- وأَنَّى اسْتَقَرَّتْ دَارُها واطْمَأَنَّتِ
- ومجهولة ِ الأعلامِ طامسة ِ الصوى
- إذا اعتسفتها العيسُ بالركبِ ضلتِ
- إذا ما تنادى الركبُ في فلواتها
- أجابتْ نداءَ الركبِ فيها فاصدتِ
- تعسفتها والليلُ ملقٍ جرانهُ
- وجوزاؤهُ في الأفقِ حينَ استقلتِ
- بِمُفْعَمَة ِ الأَنْسَاعِ مُوجَدَة ِ القَرَا
- أمون السرى تنجو إذا العيسُ كلتِ
- طَمُوحٌ بِأَثْنَاءِ الزمامِ كَاَنَّمَا
- تَخَالُ بِها مِن عَدْوها طَيْفُ جِنَّة ِ
- إلى حيثُ يلفى الجودُ سهلاً منالهُ
- وخيرِ امرى ٍ شدتْ إليهِ وحطتِ
- إلى خَيْرِ مَنْ سَاسَ الرّعيَّة َ عَدْلُهُ
- وَوطَّدَ أَعْلاَمَ الهُدَى فاسْتَقَرَّتِ
- حبيشَ حبيشُ بنُ المعافى الذي بهِ
- أمرتْ حبالُ الدينِ حتى استمرتِ
- ولَوْلا أَبُو اللَّيْثِ الهُمَامُ لأَخْلَقَتْ
- مِنَ الديْنِ أَسبَابُ الهُدَى وأَرَثَّتِ
- أقرِّ عمودَ الدينِ في مستقرهِ
- وقدْ نهلتْ منهُ الليالي وعلتِ
- ونَادَى المعَالي فاسْتَجَابَتْ نِدَاءَهُ
- ولوْ غيرهُ نادى المعالي لصمتِ
- ونِيطَتْ بحَقْوَيْهِ الأُمُورُ فَأَصْبَحَتْ
- بظل جَنَاحِيْهِ الأُمورُ اسْتَظَلَّتِ
- وأحيا سبيلَ العدلِ بعدَ دثورهِ
- وأنهجَ سبلَ الجودِ حينَ تعفتِ
- وَيُلْوي بأَحْداثِ الزَّمَان انْتِقامُهُ
- إِذَا مَا خُطوبُ الدَّهْرِ بالنَّاس أَلْوَتِ
- ويَجزيكَ بالحُسْنَى إِذَا كنْتَ مُحْسِناً
- وَيغتَفِرُ العُظْمَى إِذا النَّعْلُ زَلَّتِ
- يلمُّ اختلالَ المعتفينَ بجودهِ
- إذا ما ملماتُ الأمورِ ألمتِ
- هُمامٌ، وَرِيُّ الزَّنْدِ، مُسْتَحْصِدُ القُوَى
- إذا ما الأمورُ المشكلاتُ أظلتِ
- إِذَا ظُلُمَاتُ الرّأْي أُسْدِلَ ثَوْبُها
- تَطلَّعَ فِيهَا فَجْرُهُ فَتَجَلَّتِ
- به انكشفتْ عنا الغيابة ُ وانفرتْ
- جلابيبً جورٍ عمنا فاضمحلتِ
- أغرُّ ربيطُ الجأشِ، ماضٍ جنانهُ
- إذا ما القلوبُ الماضياتُ ارجحنتِ
- نَهُوضٌ بثِقْلِ العبءِ مُضْطَلِعٌ بهِ
- وإِنْ عَظُمَتْ فِيه الخُطوبُ وجَلَّتِ
- تطوعُ لهُ الأيامُ خوفاً ورهبًة
- إذا امتنعتْ من غيره وتأبتِ
- لهُ، كلَّ يومٍ، شملَ مجدٍ مؤلفٍ
- وشملٌ ندى َ بينَ العفاة ِ مشتتِ
- أبا الليثِ، لولا أنتَ لانصرمَ الندى
- وأدركتَ الأحداثُ ما قدْ تمنتِ
- أَخَافَ فُؤَادَ الدَّهْرِ بَطْشُكَ فانْطَوتْ
- على رعبٍ أحشاؤهُ وأجنتِ
- حَلَلْتَ مِنَ العِزِّ المُنيفِ مَحَلَّة ً
- أَقَامَتْ بِفَوْدَيْهَا العُلَى فأَبَنَّتِ
- ليهنىء َ تنوخاً خيرُ أسرة ٍ
- إذا أحصيتْ أولى البيوتِ وعدتَ
- وأنكَ منها في اللبابِ الذي لهُ
- تَطأَطَأَتِ الأَحْيَاءُ صُغْراً وذَلَّتِ
- بنى لتنوخِ اللهِ عزاً مؤبداً
- تزلُّ عليهِ وطأة َ المتثبتِ
- إِذَا ماحُلُومُ النَّاس حِلْمَكَ وازَنَتْ
- رَجَحْتَ بأَحْلامِ الرجَال وخَفَّتِ
- إِذَا مَا يَدُ الأَيَّامِ مَدَّتْ بَنَانَها
- إليكِ بخطبٍ لمْ تنلكَ وشلتِ
- وإنْ أزماتُ الدهرِ حلتْ بمعشرِ
- أرقتَ دماءَ المحلِ فيها فطلتِ
- إذا ما امتطينا العيسَِ نحوكِ لم نخفْ
- عِثَاراً ولَمْ نَخْشَ اللَّتَيَّا ولاَ الَّتي
المزيد...
العصور الأدبيه