الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> نوارٌ في صواحبها نوارُ >>
قصائدأبو تمام
نوارٌ في صواحبها نوارُ
أبو تمام
- نوارٌ في صواحبها نوارُ
- كما فاجاكِ سربٌ أو صوارُ
- تكَذَّبَ حاسِدٌ فنَأَتْ قُلُوبٌ
- أطاعَتْ وَاشِياً وَنأَتْ دِيَارُ
- قفا نعطِ المنازلِ منْ عيونٍ
- لها في الشَّوْق أحسَاءٌ غِزَارُ
- عفتْ آياتهنَ وأيِّ ربعٍ
- يكون لَهُ على الزَّمنِ الْخِيارُ !
- أثَافٍ كالْخُدودِ لُطِمْنَ حُزناً
- ونؤيٌ مثلما انفصمَ السوارُ
- وكانتْ لوعة ٌ ثمَّ اطمأنتْ
- كذاكَ لكلِّ سائلِ قرارٌ
- مَضَى الأملاكُ فانقرضُوا وأَمَسَتْ
- سَرَاة ُ مُلوكِنا وهُمُ تِجَارُ
- وقوفٌ في ظلالِ الذمّ تحمى
- دراهمها لا يحمى الذمارُ
- فلو ذهبتْ سناتُ الدهرِ عنه
- وألقيَ عنِ مناكبهِ الدثارُ
- لَعدَّلَ قِسْمة َ الأَرْزاقِ فينا
- ولكنْ دَهْرُنا هذا حِمَارُ !
- سيبتعثُ الركابَ وراكبيها
- فَتى ً كالسَّيْفِ هَجْعَتُه غِرَارُ
- أطلَّ على كلى الآفاق حتى
- كأنَّ الأَرضَ في عَينَيْهِ دَارُ
- يقُولُ الحَاسِدُونَ إذَا انصَرفْنَا
- لقَدْ قَطَعوا طَرِيقاً أوأَغَارُوا
- نؤمُّ أبا الحسينِ وكانَ قدماً
- فَتى ً أَعْمَارُ مَوعِدِه قِصَارُ
- لهُ خلقٌ نهى القرآنُ عنهُ
- وذَاكَ عَطاؤُهُ السَّرَفُ البِدَارُ
- ولَمْ يَكُ منْكَ إضْرَارٌ وَلكنْ
- تمادتْ في سجتها البحارُ
- يطيبُ لجودهِ ثمرُ الأماني
- وتروى عندهُ الهممُ الحرارُ
- رفعتُ كواعبَ الأشعارِ فيهِ
- كما رُفعتْ لِناظرها المنارُ
- حليمٌ والحفيظة ُ منه خيمٌ
- وأيُّ النارِ ليسَ لها شرارُ؟
- تحنُّ عداتهُ إثرَ التقاضي
- وتُنْتَجُ مِثْلمَا نتِجَ العِشَارُ
- أَرَى الدَّالِيَّتَين على جَفاءٍ
- لَدَيْكَ وكُلُّ واحدة ٍ نُضَارُ
- إذا ما شعرُ قومٍ كانَ ليلاً
- تَبلَّجَتا كَما انشَقَّ النَّهارُ
- وإن كانَتْ قصَائِدُهُم جُدُوباً
- تَلوَّنتَا كما ازدوَجَ البَهَارُ
- أغرتهما وغيرهما محلى ً
- بِجُودِكَ والقَوافي قَدْ تَغارُ
- وغَيْرُكَ يَلبَسُ المعروفَ خُلْفاً
- ويأخُذُ، منْ مَواعدِهِ الصُّفَارُ
- رأيتُ صنائعاً معكتْ فأمستْ
- ذبائحَ والمطالُ لها شفارُ
- وكان المطلُ في بدءٍ وعودٍ
- دُخاناً للضَّنيعة ِ وهي نَارُ
- نسيبُ البخلِ مذ كانا وإلا
- يَكُنْ نَسَبٌ فبْينهما جِوَارُ
- لِذلِكَ قِيلَ بَعْضُ المَنْعِ أَدْنَى
- إلى كرمٍ وبعضُ الجودِ عارُ
- فَدَعْ ذِكْرَ الضيَاعِ فبي شِماسٌ
- إذا ذُكِرَتْ وَبِي عنها نِفَارُ
- ومالي ضَيْعَة ٌ إلاَّ المَطَايَا
- وشعرٌ لا يباعُ ولا يعارُ
- وما أنا والعَقَارَ ولَسْتُ منه
- على ثقة ٍ وجودكَ لي عقارُ
المزيد...
العصور الأدبيه