الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> نسجَ المشيبُ له لفاعاً مغدفا >>
قصائدأبو تمام
نسجَ المشيبُ له لفاعاً مغدفا
أبو تمام
- نسجَ المشيبُ له لفاعاً مغدفا
- يققاً فقنعَ مدرويهِ ونصفا
- نظرُ الزمانِ إليه قطعَ دونهُ
- نظرَ الشقيقِ تحسراً وتلهفا
- ما اسوَدَّ حتَّى ابيَضَّ كَالكَرمِ الذي
- لم يَأْنِ حتَّى جِيءَ كَيْمَا يُقْطَفا
- لمّا تفوفتِ الخطوبُ سوداها
- ببياضها عبثتْ بهِ فتفوفا
- ما كان يَخْطُرُ قبل ذا في فكرِهِ
- في البدرِ قبل تمامِهِ أنْ يكسفا
- يا ظبية َ الجزعِ الذي بمحجرٍ
- تَرْعَى الكِبَاثَ مُصيفة ً والعُلَّفا
- تقرؤ بأسفلهِ ربولاً غضة ً
- وتقيلُ أعلاه كناساً أجوفا
- أتبعتَ قلبي لوعة ً كانَتْ أسى ً
- تبعتْ أماني منكَ كانَتْ زخرفا
- كمْ من شماتة ِ حاسدٍ إنْ أنتَ لم
- تُخْلِفْ رَجاءَ المُرْتَجِي أَنْ تُخْلِفا
- لا تَنْسَ تِسْعَة َ أَشهُر أَنْضيَيْتُها
- دأباً وأنضتني إليكَ ونيفا
- بِقَصائدٍ لم يُرْوِ بَحْرُكَ وِرْدَها
- ولو الصَّفا ورَدَتْ لَفَجَّرَتِ الصَّفَا!
- للهِ أيُّ وسيلة ٍ في أولٍ
- أَقوَى ولكنْ آخِراً ما أَضْعَفا!
- إني أخافُ بلحظتي عقباكَ أنْ
- تُدْعَى المَطُولَ وأَنْ أُسَمَّى المُلْحِفا
- قَدْ كانَ أَصغرَ هِمَّتِي مُسْتَصْغِراً
- عِظَمَ الرَّبيعِ فصِرْتُ أَرضَى الصَّيفا
- هبَّتْ رياحُكَ لي جنوباً سهوة ً
- حتى إذا أَوْرَقْتُ عادتْ حَرْجَفا
- إنْ أنتَ لم تفضلْ ولم تر أنني
- أهلٌ له فأنا أرى أنْ تنصفا
- ما عذرُ منْ كانَ النوالُ مطيعه
- والطبعُ مِنه أَنْ يَراه تَكَلُّفَا !
- أسرفتَ في منعي وعادتكَ التي
- منعتْ عنانَكَ أنْ تجودَ فتسرِفا
- اللَّهُ جَارُكَ أَنْ تَحُولَ وأَنْ يَهِي
- ما سَلَّفَ التأْميلُ فيكَ وخَلَّفا
- لا تَصْرِفَنَّ نَدَاكَ عَمَّنْ لم يَدَعْ
- للقولِ فيكَ إلى سواكَ تصرُّفا
- ثَقفْ فَتِيَّ في الجُودِ تَلْقَ قَصَائِداً
- لاقتْ أوابدُهنَّ فيكَ مثقَّفا
- لا تَرْضَ ذَاكَ فَتُسْخِطَنَّ أَوَابداً
- هَزَّتْكَ إِلاَّ أَنْ تُصِيبَكَ مُرْهَفا
- أَفْنِ التَّظَنُّنِ بالتَّيَقُّنِ إِنَّه
- لم يفنَ ما أبقى الثناءَ المضعفا
- كم ماجدٍ سمحٍ تناولَ جودَه
- مطلٌ فأصبحَ وجهُ نائلِهِ قفَا !
- لم آلُ فيكَ تعسفاً وتعجرفاً
- وتأَلُّقاً وتَلَطُّفاً وتَظَرُّفا
- وأَراكَ تَدْفَعُ حُرْمَتي فلَعَلَّني
- ثَقَلْتُ غيرَ مُؤَنب فأُخَففا!
المزيد...
العصور الأدبيه