الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> مهاة ُ النقا لولا الشوى والمآبضُ >>
قصائدأبو تمام
مهاة ُ النقا لولا الشوى والمآبضُ
أبو تمام
- مهاة ُ النقا لولا الشوى والمآبضُ
- وإِنْ مَحَضَ الإعراضَ لي منكِ ماحِضُ
- رَعَتْ طَرْفَها في هَامَة ٍ قد تَنكَّرَتْ
- وصوحَ منها نبتها وهوَ بارضُ
- فصدتْ وعاضتهُ أسى ً وصبابة ٍ
- وما عائِضُ منْها وإنْ جَلَّ عائِضُ
- فما صقلَ السيفُ اليماني لمشهدٍ
- كما صُقِلتْ بالأمسِ تلْكَ العَوارضُ
- ولا كشفَ الليلَ النهارُ وقدْ بدا
- كما كشفتْ تلكَ الشؤونَ الغوامضُ
- ولاعمِلَتْ خَرْقَاءُ أوْهَتْ شَعِيبَها
- كما عملتْ تلكَ الدموعُ الفوائضُ
- وأُخْرَى لَحَتْني حينَ لم أمْنَعِ النَّوَى
- قِيادِي ولم يَنقُضْ زَماعِيَ ناقِضُ
- أرادَتْ بأنْ يَحْوِي الرَّغيباتِ وَادِع
- وَهَل يَفْرُس اللَّيْثُ الطُّلَى وهْوَ رابِضُ
- هيَ الْحُرَّة الوَجْنَاءُ وابنُ مُلَمَّة ٍ
- وجأشُ على ما يحدثُ الدهرُ خافضٌ
- إذا ما رأتهُ العيسُ ظلتْ كأنما
- عليْها مِنَ الوِرْدِ اليَمامي نافِضُ
- إليكَ سَرَى بالمَدْحِ قَوْمٌ كأنَّهُمْ
- على المييسِ حياتُ اللصابِ النضانضُ
- مُعِيدينَ وِرْدَ الْحَوْضِ قد هَدَّمَ البِلَى
- نَصائِبه وانَمَحَّ مِنْه المَراكِضُ
- نَشيمُ بُرُوقاً مِنْ نَداك كأنَّها
- وقَدْ لاَحَ أُولاها عُروقٌ نَوابِضُ
- فَما زلْنَ يَسْتشْرينَ حتَّى كأنَّما
- على أُفُقِ الدُّنيا سُيُوفٌ رَوَامِضُ
- فلمْ تنصرمْ إلاَّ وفي كلِّ وهدة ٍ
- ونشزٍ لها وادٍ منَ العرفِ فائضُ
- أخا الحربِ كم ألحقتها وهي حائلٌ
- وأخرتها عن وقتها وهيَ ماخضُ
- إذا عرضٌ رعديدٍ تدنسَ في الوغى
- فسَيْفُكَ في الهَيْجا لِعرْضِكَ رَاحِضُ
- إذَا كانت الأنفاسُ جَمْراً لَدَى الوَغَى
- وضَاقَتْ ثِيابُ القَوْمِ وهْيَ فَضافِضُ
- بحيثُ القلوبُ الساكناتُ خوافقٌ
- ومَاءُ الوُجُوهِ الأَرْيَحِيَّاتِ غائِضُ
- فأنتَ الذي تستيقظُ الحربُ باسمهِ
- إذَا جَاضَ عَنْ حد الأسِنَّة ِ جَائِضُ
- إذَا قَبَضَ النَّقْعُ العُيونَ سما لَهُ
- هُمامٌ على جَمْرِ الحَفيظة ِ قابِضُ
- وقَدْ عَلِمَ الْحَزْمُ الَّذي أنتَ رَبُّهُ
- بأنْ لا يعي العظمُ الذي أنتَ هائضُ
- وقد عَلِمَ القِرْنُ المُسَاميكَ أنَّهُ
- سَيَغْرَقُ في البَحْر الذي أنتَ خائِضُ
- كما علمَ المستشعرونَ بأنهمْ
- بطَاءٌ عن الشعْر الّذي أنا قارضُ
- كأني دينارٌ ينادي ألا فتى
- يُبَارزُ إذْ نادَيْتُ مَنْ ذَا يُعارِضُ
- فلا تنكروا ذلَّ القوافي فقدْ رأى
- محرمها أني لها الدهرَ رائضُ
المزيد...
العصور الأدبيه