الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> مازالتِ الأيامُ تخبرُ سائلا >>
قصائدأبو تمام
مازالتِ الأيامُ تخبرُ سائلا
أبو تمام
- مازالتِ الأيامُ تخبرُ سائلا
- أَنْ سَوْفَ تَفْجَعُ مُسْهِلاً أَوْ عاقِلا
- إِنَّ المَنُونَ إذا استمرَّ مَرِيرُهَا
- كانتْ لها جننُ الأنامِ مقاتلا
- في كلِّ يومٍ يعتبطنَ نفوسَنا
- عبطَ المنحبِ جلة ً وأفائلا
- ما إن ترى شيئاً لشيءٍ محيياً
- حتَّى تُلاَقيَهُ لآخَرَ قاتِلا
- من ذاكَ أجهدُ أنْ لا أراهُ فلا أرى
- حَقّاً سِوَى الدُّنيا يُسَمَّى بَاطِلا
- للهِ أية ُ لوعة ٍ ظلنا بها
- تركتْ بكياتِ العيونِ هواملا!
- مجدٌ تأوَّبَ طارقاً حتى إذا
- قلنا أقامَ الدهرَ أصبحَ راحلا
- نجمانِ شاءَ اللهُ ألا يطلعا
- إلا ارتدادَ الطرفِ حتى يأفلا
- إن الفجيعة َ بالرياضِ نواضراً
- لأَجَلُّ مِنها بالرياضِ ذَوَابِلا
- لو ينسآن لكانَ هذا غارباً
- لِلمكرُماتِ وكانَ هذا كاهِلا
- لهفي على تلك الشواهدِ فيهما
- لَوْ أُمْهِلَتْ حتَّى تكونَ شَمائِلا
- لغدا سكونهما حجى وصباهُما
- حِلْماً وتلكَ الأريحيَّة ُ نائلا
- ولأَعْقَبَ النَّجمُ المُرِذُّ بِدِيمَة ٍ
- ولعادَ ذاكَ الطلُ جوداً وابلا
- إنَّ الهلالَ إذا رأيتَ نموِّهُ
- أيقنتَ أنْ سيكونُ بدراً كاملا
- قلْ للأميرِ وإنْ لقيتَ موقراً
- منهُ بريبِ الحادثاتِ حلاحلا
- إنْ تززّ في طرفيْ نهارٍ واحدٍ
- رزئينِ هاجا لوعة ً وبلابلا
- فالثقْلُ ليسَ مُضَاعَفاً لِمَطيَّة
- إلا إذا ما كان وهماً بازلا
- لاغَرْوَ إِنْ فَنَنانِ مِنْ عِيدانهِ
- لقيا حماماً للبرية ِ آكلا
- إِنَّ الأَشَاءَ إذا أصابَ مُشذبٌ
- منه اتمَهَلَّ ذُرى ً وأَثَّ أسَافِلا
- حقفانِ هالَهما القضاءُ وغادرا
- قُلَلاً لنا دُونَ السَّماءِ قَوَاعِلا
- رَضْوَى وقُدْسَ ويَذْبُلاً وعَمايَة ً
- ويَرمْرَماً ومُتَالِعاً ومُوَاسِلا
- الطاهرين وإخوة ً أنجبتهمْ
- كالحَوْمِ وُجهَ صادِراً أَوْ نَاهِلا
- شَمخَتْ خِلالُكَ أَنْ يُؤَسيكَ امرؤٌ
- أوْ أنْ تذكرَ ناسياً أو غافلا
- إلاَّ مَوَاعِظَ قَادَها لكَ سَمْحَة ً
- إسجاحُ لبكَ سامعاً أو قائلا
- هَلْ تَكلفُ الأَيْدِي بِهَز مُهَنَّدٍ
- إلاّ إذا كانَ الحُسَامَ القاصِلا
المزيد...
العصور الأدبيه