الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> لوْ أنَّ دهراً ردَّ رجعَ جوابِ >>
قصائدأبو تمام
لوْ أنَّ دهراً ردَّ رجعَ جوابِ
أبو تمام
- لوْ أنَّ دهراً ردَّ رجعَ جوابِ
- أوْ كفَّ منْ شأويهِ طولُ عتابِ
- لعذلتهُ في دمنتينِ بأمرة ٍ
- مَمْحُوَّتَيْنِ لِزَيْنَبٍ ورَبَاب
- ثِنْتَانِ كالْقَمَرَيْنِ حُفَّ سَنَاهُمَا
- بِكَوَاعِبٍ مِثْلِ الدُّمَى أَتْرَابِ
- مِنْ كُل ريم لَمْ تَرُمْ سُوءاً ولَمْ
- تَخْلِطْ صِبَى أيَّامِها بِتَصَابي
- أذكتْ عليهِ شهابِ نارٍ في الحشا
- بالعذل وهناً أختُ آل شهابِ
- عذلاً شبيهاً بالجنون كأنما
- قَرَأَتْ بِهِ الوَرْهَاءُ شَطْرَ كتاب
- أو ما رأتْ بُرديَّ من نسجِ الصِّبى
- ورأتْ خضابَ اللهِ، وهو خِضابِي؟
- لاجُودَ في الأَقْوَامِ يُعْلَمُ َما خَلاَ
- جُوداً حليفاً في بني عتَّابِ
- مُتدفِّقاً صقلُوا بهٍ أحسابهُمْ
- إنَّ السَّماحَة َ صَيْقَلُ الأَحْسَابِ
- قوْمٌ إذا جلبُوا الجيادَ إلى الوغى
- أيقنتَ أنَّ السُّوقَ سوقُ ضرابِ
- يا مالكَ ابنَ المالكينَ ولمْ تزلْ
- تُدْعَى لِيَوْمَيْ نائِلٍ وَعِقَابِ
- لَمْ تَرْمِ ذَا رَحِمٍ ببَائقَة ولا
- كَلَّمْتَ قَوْمَكَ مِن وَرَاءِ حِجَابِ
- للجُودِ بابٌ في الأنام ولَمْ تَزَلْ
- يُمناكَ مفتاحاً لذاكَ البابِ
- ورأيتَ قوْمَكَ، والإساءة ُ منهمُ
- جَرْحى بِظُفْرٍ للزَّمانِ ونَابِ
- هُمْ صَيَّروا تلكَ البُروقَ صَواعِقاً
- فِيهمْ وذَاكَ العفوَ سَوْطَ عَذَابِ
- قأقِلْ أسامة ََ جُرمها واصفحْ لها
- عنْهُ وهَب ماكانَ لِلْوَهَّابِ
- رَفَدُوكَ في يَوْمِ الكُلاَبِ وَشقَّقُوا
- فِيهِ المَزَادَ بجَحْفلٍ غَلاَّبِ
- وَهُمُ بَعَيْنِ أُبَاغَ رَاشُوا لِلوَغَى
- سَهْمَيْكَ عِنْدَ الحارِثِ الحَرَّابِ
- ولياليَ الحَشَّاك والثَّرثارِ قدْ
- جَلَبوا الجيادَ لَواحِقَ الأَقْرَابِ
- فمضتْ كُهُولهمُ ودبَّرَ أمْرَهُمْ
- أحداثُهُمْ تدبيرَ غيْرِ صوابِ
- لا رِقَّة ُ الحضرِ اللَّطيف غذتْهُمُ
- وتَباعَدُوا عَنْ فِطْنَة ِ الأَعْرَابِ
- فإذَا كَشَفْتَهُمُ وجَدْتَ لَدَيْهِمُ
- كَرَمَ النُّفُوسِ وقِلَّة َ الآدَابِ
- أَسْبِلْ عليهِمْ سِتَر عَفوِكَ مُفْضِلاً
- وانفَحْ لَهُمْ مِنْ نائل بِذِنابِ
- لَكَ في رَسُولِ اللَّهِ أعْظَمُ أُسْوَة
- وأجلُّها في سُنَّة وكتابِ
- أعْطَى المؤلَّفة ََ القُلُوبِ رضاهمُ
- كَرَماً، ورَدَّ أَخايِذَ الأحزَابِ
- والجعفريُّونَ استقلَّتْ ظُعنُهمْ
- عن قَوْمِهِمْ وهُمُ نُجُومُ كِلاَب
- حَتَّى إذا أخذ الفِرَاقُ بِقِسْطِهِ
- مِنْهُمْ وشَطَّ بِهمْ عَنِ الأَحْبَابِ
- وَرَأَوْا بِلادَ اللَّهِ قدْ لَفَظَتْهُمُ
- أَكْنَافُها رَجَعُوا إلى جَوَّابِ
- فأَتَوْا كَرِيمَ الخِيمِ مِثْلَكَ صَافِحاً
- عَنْ ذِكْرِ أَحْقَادٍ مَضَتْ وضِبَابِ
- لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيد في قَوْمِهِ
- لكنَّ سيِّد قومهِ المُتغابي
- قَدْ ذَلَّ شَيْطَانُ النفَاقِ وأَخْفَتَتْ
- بيضُ السُّيوفِ زئيرَ أُسدِ الغابِ
- فاضْمُمْ أَقاصِيَهُمْ إلَيْكَ، فإنَّهُ
- لايَزْخَرُ الوَادِي بِغَيرِ شَعَابِ
- والسُّهْمُ بالرِّيشِ اللُّوءامِ ولنْ ترى
- بيتاً بلا عمدٍ ولا أطنابِ
- مهلاً بني غنم بنِ تغلبَ إنكم
- للصيدِ من عدنانَ والصُّبّابِ
- لولا بنو جُشَمِ بن بكرٍ فيكُمُ
- رُفعتْ خيامكمُ بغيْرِ قبابِ
- يا مالكَ استودعتني لكَ منَّة ً
- تَبْقَى ذَخَائِرُهَا على الأَحْقَابِ
- يا خاطباً مدحي إليه بجودهِ
- ولقدْ خطبتَ قليلة ََ الخُطَّابِ
- خُذْهَا ابْنَة َ الفِكْرِ المُهَذَّبِ في الدُّجَى
- واللَّيلُ أسودُ رُقْعة ِ الجلبابِ
- بِكراً تُورِّثُ في الحياة ِ وتنثني
- في السلْمِ وهِيَ كَثِيرَة ُ الأَسْلاَبِ
- وَيزِيدُهَا مَرُّ اللَّيَالِي جدَّة ً
- وتقادُمُ الأيَّامِ حُسْنَ شبابِ
المزيد...
العصور الأدبيه