الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ >>
قصائدأبو تمام
لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ
أبو تمام
- لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ
- و لا قشيبٌ فيستكسى ولا سملُ
- عدلٌ من الدمعِ ان يبكي المصيفَ كما
- يبكى الشبابُ ويبكى اللهوُ والغزلُ
- يمنى الزمانِ طوت معروفها وغدت
- يُسْراهُ وهْيَ لنا مِنْ بعدِها بَدَلُ
- ما للشتاءِ ولا للصيفِ من مثلٍ
- يَرْضَى به السَّمْعُ إلاَّ الجُودُ والبخلُ
- أما ترى الأرضَ غضبي والحصى قلِقٌ
- و الأفقَ بالحرجفِ النكباءِ يقتتلُ
- من يزعم الصيفَ لم تذهب بشاشتهُ
- فغيرُ ذلكَ أَمسَى يَزعمُ الجَبَلُ
- غدا لهُ مغفرٌ في رأسهِ يققٌ
- لا تهتك البيضُ فوديهِ ولا الأسلُ
- اذا خراسانُ عن صنبيرها كشرت
- كانت قياداً لنا أنيابهُ العضلُ
- يُمْسِي ويَضحِي مٌقيماً في مَبَائِتِه
- وَبَأسُهُ في كُلَى الأَقوامِ مُرْتَحِلُ
- من كان يجهلُ منهُ جدَّ سورتهِ
- في لاقريتين وأمرُ الحقِّ مكتهلُ
- فما الضُّلوعُ ولا الأَحشَاءُ جاهِلَة ٌ
- و لا الكلى أنهُ المقدامة ُ البطلُ
- هذا ولم يَتَّزِر لِلحرْبِ دَيْدَنَهُ
- و أيُّ قرنٍ تراهُ حين يشتملُ
- إنْ يَسَّرَ اللَّه أَمراً أَثمَرتْ معه
- من حيثُ أورقتِ الحاجاتُ والأملُ
- فما صلائي ان كان الصلاءُ بها
- جمرَ الغضا الجزلِ الا السيرُ والابلُ
- المُرضِياتُك ما أَرغمتَ آنُفَها
- و الهادياتك وهي الرشدُ والضللُ
- تقرّبُ الشقة َ القصوى أذا أخذت
- سِلاحَها وَهُو الإرقالُ والرَّمَلُ
- إِذَا تَظَلَّمْتَ مِن أَرضٍ فُصِلْتَ بها
- كَانَتْ هي العِزُّ إِلاَّ اَنَّها ذُلُلُ!
المزيد...
العصور الأدبيه