الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> لا تعذلي جارتي إنى لك العذلُ >>
قصائدأبو تمام
لا تعذلي جارتي إنى لك العذلُ
أبو تمام
- لا تعذلي جارتي إنى لك العذلُ
- فلا شوى ً ما زريناهُ ولا جللُ
- إحدَى المصَائِبِ حَلَّتْ في دِيارِ بَنِي
- عمرانَ ليستْ لها أختٌ ولا مثلُ
- ألوى بتيجانهمْ يومٌ أتيحَ لهُ
- نَحْسٌ وأثقب فيهِ نارَهُ زُحَلُ
- ألوَى بهِ وهْوَ مُلْوٍ بالقَنا لِتَوَا
- ليها استِواءٌ وفي أعناقِها مَيَلُ
- كانَ الذي ليسَ في معجومِهِ خورٌ
- للعاجمينَ ولا في هديهِ خللُ
- كانَ الذي يتقى ريبُ الزمانِ به
- إذا الزمانُ بدتْ أنيابُه العصُلُ
- أحَلَّنا الدَّهْرُ في بَطْحاءَ مسْهِلَة ٍ
- لمَّا تقوضتَ عنها أيها الجبلُ
- ماكان أحسَنَ حالاتِ الأشاعِرِ يا
- يَحْيَى بنَ عِمرانَ لَوْ أُنسِي لكَ الأجَلُ
- أيُّ امرئ منكَ أثرى بينَ أعظمهِ
- ثرى المقطمِ أو محلودهُ الرملُ
- لايُتبعُ المَنَّ ماجَادَتْ يَداهُ بهِ
- ولا تحكمُ في معروفهِ العللُ
- ماقَالَ كانَ إذا ما القوْمُ أكذبَ ما
- أطالَ منْ قولهمْ تقصيرُ ما فعلوا
- يا موتُ حسبكَ إذْ أقصدت مهجته
- أولا فدونكَ لا حسبٌ ولا بجلُ
- ماحَالُنا يا أبا العبَّاس بَعْدَكَ هَلْ
- تَنْمَى الفُروعُ ويُودِي أصلُها الأَصِلُ
- يا موتُ لوْ في وغى عاينته خلدتْ
- عليهِ عَوْضُ دُموعٌ مِنكَ تَنهِمِلُ
- المشعلُ الحربض ناراً وهي خامدة ٌ
- والمستبيحُ حماها وهي تشتعلُ
- بكلِّ يومٍ وغى تصدى الكمأة ُ به
- على يديهِ وتروى البيضُ والأسلُ
- يَغْشَى الوَغَى بالقَنا والخَيْلُ عابِسَة ٌ
- والخَيْلُ لاعاجِزٌ فيها ولاوَكِلُ
- والكاشِفُ الكُرَبَ اللاَّتِي يَحُفُّ بها
- إظلامُ أمرٍ على البُلْدَانِ يَنسَدِلُ
- بِمشْهَدٍ ليسَ يَثِنيه بهِ زَلَلٌ
- ومَنْطِقٍ ليسَ يَعرُوهُ بهِ خطَلُ
- مستجمعٌ لا يحلُّ الريثُ عقدتَهَ
- فيهِ ولا يَمْتَطِي إبلاغَه العَجَلُ
- بحيثُ لا يَضَعُ الآراءَ مَوْضِعَها
- إذَا الرجالُ رَأَوْهُ وهْوَ يَفعلُ ما
- أعيَاهُمُ فِعْلُه قالوا كَذا الرَّجْلُ
- إما يدلْ منكَ بالموتِ العدى فبما
- دارتْ عليهم بلا موتٍ لكَ الدولُ
- أيامَ سيفكَ مشهورٌ وبحرُك مسـ
- ـجورٌ وقرنكَ مقصورٌ لهُ الطولُ
- إذْ لابسُ الذلة ِ المقطوعُ ذو رحمٍ
- قَطَعْتَه وإِذا المَوْصولُ مَنْ تَصِلُ
- جرَّعكَ الدهرُ كاسَ الصبرِ في لججٍ
- للموتِ يغرقُ في آذيَّها الجبلُ
- موتاً وقتلاً كأنَّ الدهرُ يظمأ ما
- عاشُوا ويَنقَعُ ما ماتُوا وماقُتِلُوا
- ياشاغِلَ الدَّهْرِ عنّا ما لِصَوْلتِه
- مذْ صالَ فيكَ الردى إلا بنا شغُلُ
- يا حلية َ المجدِ إنَّ المجدَ عن عُفرٍ
- بَدَا وحِلْيَتُه مِنْ بَعدَك العَطَلُ
- يا موئلاً كانَ مأوى الآماتِ به
- إذا ادلهمَّت بمكروهاتِها العضلُ
- فأيُّ معتمدٍ يزكو بهِ عملٌ
- وأَيّ مُنْتَظَرٍ يَحْيَا بهِ أَمَلُ
- لكنْ حسينٌ وأمثالُ الحسينِ إاذ
- ما الناسُ يومَ حفاظِ حصَّلُوا قللُ
- تنبي المواقفُ عنهُ أنَّه سندٌ
- ويخبرُ الروعُ عنهُ أنَّه بطلُ
- يعطي فيجزلُ أو يدعى فينزلُ أوْ
- يؤتى لمحملِ أعباءٍ فيحتملُ
- تَظُنُّهُ شَيْخَه لَوْلا شَبِيبَتُه
- والزَّرْعُ يَنْبُت فَذّاً ثُمَّ يكتَهِلُ
- أضحَى لنا بَدَلاً منه تَنُوءُ بهِ
- والشبلُ منْ ليثهِ إما مضى بدلُ
المزيد...
العصور الأدبيه