الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ >>
قصائدأبو تمام
قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ
أبو تمام
- قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ
- وإِنْ هيَ لَمْ تَسمَعْ لِنشْدَانِ ناشِدِ
- لَقَدْ أطرَقَ الرَّبْعُ المُحِيلُ لِفَقْدِهِمْ
- و بينهمِ إطراقَ ثكلان فاقدِ
- و ابقوا لضيفِ الحزن منيَ بعدهم
- قِرى ً مِنْ جَوى ً سَارٍ وطَيْفٍ مُعَاودِ
- سقتهُ ذعافاً عادة الدهر فيهم
- و سمَّ الليالي فوق سمِّ الاساودِ
- بهِ عِلَّة ٌ للبَيْنِ صَمَّاءُ لم تُصِخْ
- لبرءِ ولم توجب عيادة عائدِ
- و في الكلة الوردية ِ اللونِ جوذرٌ
- من العينِ وردُ اللونِ ورد المجاسدِ
- رماني بخلفٍ بعد ما عاشَ حقبة ً
- ولاسَمُرِي فيها لأوَّلِ عَاضِدِ
- غدت مغتدى الغضبى وأوصت خيالها
- بهجران نضو العيسِ نضوِ الخرائدِ
- و قالت نكاحُ الحبِّ يفسدُ شكلهُ
- و كم نكحوا حبا وليس بفاسدِ
- سآوي بهذا القلبِ من لوعة ِ الهوى
- إلى ثَغَبٍ مِنْ نطْفة ِ اليأْس بَاردِ
- و أروعَ لا يلقي المقاليد لامرئٍ
- و كلُّ امرئٍ يلقي لهُ بالمقالدِ
- لَهُ كِبْريَاءُ الْمُشْتَرِي وسُعُودُهُ
- وسَوْرَة ُ بَهْرامٍ وظَرْفُ عُطَارِدِ
- أغرُّ يداهُ فرضتا كلِّ طالبٍ
- وجَدْوَاهُ وَقْفٌ في سَبيلِ المَحَامِدِ
- فتى ً لم يقم فرضاً بيوم كريهة ٍ
- إلى كُل أُفْقٍ وَافِداً غَيْرَ وَافِدِ
- و لااشتدت الأيامُ الاّ ألانها
- اشمُّ شديدُ الوطءِ فوقَ الشدائدِ
- بلوناهُ فيها ماجداُ ذا حفيظة ٍ
- و ما كان ريبُ الدهر فيهابماجدِ
- غدا قاصداً للمجدِ حتى أصابهُ
- وكَمْ مِنْ مُصِيبٍ قَصْدَهُ غَيْرُ قاصِدِ
- همُ حسدوهُ لا ملومينَ مجدهُ
- وماحاسِدٌ في المَكْرُمَاتِ بحَاسِدِ
- قراني اللهى والودَّ حتى كأنما
- أَفادَ الغِنَى مِن نائِلي وفَوَائِدِي
- فأصْبَحَ يَلْقاني الزَّمانُ مِنَ اجْلِهِ
- بإعْظَامِ مَوْلُودٍ ورَأْفَة ِ والِدِ
- يصدُّ عن الدنيا اذا عنَّ سؤددٌ
- و لو برزتْ في زيِّ عذراءَ ناهدِ
- إذَا المَرْءُ لَمْ يَزْهَدْ وقَدْ صُبِغَتْ لَهُ
- بعُصْفُرِها الدُّنيا فلَيْسَ بِزَاهِدِ
- فَواكَبدِي الْحَرَّى ووَاكَبِدَ النَّدَى
- لأيَّامِهِ لَوْ كُنَّ غَيْرَ بَوائِدِ
- و هيهات ما ريبُ الزمان بمخلدٍ
- غَرِيباً ولارَيْبُ الزَّمانِ بِخَالِدِ
المزيد...
العصور الأدبيه