الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي >>
قصائدأبو تمام
عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي
أبو تمام
- عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي
- يا هذه اعذري في هذه النكبِ
- إليكِ ويلكِ عمن كان ممتلئاً
- وَيْلاً عليكِ ووَيْحاً غيرَ مُنْقَضِبِ
- في صدرهِ من همومٍ يعتلجن بهِ
- وسَاوِسٌ فُرَّكٌ لِلخُرَّدِ العُرُبِ
- ردَّ اتدادُ الليالي غربَ أدمعهِ
- فذابَ هما وجمدُ العينِ لم يذبِ
- لا أَنَّ خَلْفَكِ لِلَّذَّاتِ مُطَّلَعاً
- لكنَّ دونكِ موتَ اللهو والطربِ
- وحادثاتِ أَعاجِيبٍ خَساً وَزَكاً
- ما الدهرُ في فعلهِ إلاّ أبو العجبِ
- يغلبن قومَ الكماة ِ المعلمينَ بها
- و يستقدنَ لفرسانٍ على القصبِ
- فما عدمتُ بها لا جاحداً عدماً
- صبراً يقومُ مقامَ الكشفِ للكربِ
- ما يحسمُ العقلُ والدنيا تساسُ يهِ
- مايحسم الصبرُ في الأحداثِ والنوبِ
- الصَّبْرُ كاسٍ وَبَطْنُ الكَف عارِيَة ٌ
- والعَقْلُ عارٍ إذا لم يُكْسَ بالنَّشَبِ
- ما أَضيَعَ العَقْلَ إِنْ لم يَرْعَ ضَيْعَتَه
- وفرٌ وايُّ رحى ً دارت بلا قطبِ
- نَشِبْتُ في لُجَجِ الدُّنيا فأَثْكَلَني
- مالي وأبتُ بعرضٍ غيرِ مؤتشبِ
- كَمْ ذُقْتُ في الدَّهْرِ مِنْ عُسْرٍ ومِنْ يُسُرٍ
- و في بني الدهرِ من رأسٍ ومن ذنبِ
- أَغَضي إِذا صَرْفُهُ لم تُغْضِ أَعينُهُ
- عَني وأَرضَى إِذا ما لَجَّ في الغَضَبِ
- وإِنْ بُلِيْتُ بِجِدٍّ مِنْ حُزُونَتِه
- سهلتهُ فكأني منهُ في لعبِ
- مقصرٌ خطراتِ الهمِّ في بدني
- عِلْماً بأَنيَ ما قَصَّرْتُ في الطَّلَبِ
- بأيّ وخدِ قلاصٍ واجتيابِ فلاً
- أدراكُ رزقٍ إذاما كان في الهربِ
- ماذا عليّ إذا لم يَزُلْ وَتَرِي
- في الرمي ان زلن أغراضي فلم أصبِ
- في كلّ يومٍ أظافيري مفللة ٌ
- تَسْتَنْبِطُ الصُّفْرَ لي مِنْ مَعْدِنِ الذَّهَبِ
- ما كنتُ كالسَّائِلِ الأَيَّامِ مُخْتَبِطاً
- عَنْ لَيْلَة ِ القَدْرِ في شَعْبَانَ أَوْ رَجَبِ
- بل سافعٌ بنواصي الأمرِ مشتملٌ
- على قَوَاصِيهِ في بَدْءٍ وفي عَقَبِ
- ما زلتُ أرمي بآمالي مراميها
- لم يُخْلِقِ العِرْضَ مني سُوءُ مُطَّلَبي
- بغربة ٍ كاغترابِ الجودِ ان برقت
- بأوبة ٍ ودقت بالخلف والكذبِ
- إذا عنيتُ لشأوٍ قلتُ إني قد
- أَدْركْتُهُ أَدرَكَتْني حِرْفَة ُ الأَدَبِ!
- وخَيْبَة ٍ نَبَعتْ مِن غَيْبَة ٍ شَسَعَتْ
- بأَنْحُسٍ طَلَعَتْ في كل مُضْطَرَبِ
- ما آبَ مَنْ آبَ لم يَظْفَرْ بِبُغْيتِهِ
- ولم يَغِبْ طالِبٌ للنُّجْحِ لم يَخِبِ!
المزيد...
العصور الأدبيه