الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> صحبي قفوا مليتكمْ صحبا >>
قصائدأبو تمام
صحبي قفوا مليتكمْ صحبا
أبو تمام
- صحبي قفوا مليتكمْ صحبا
- فاقضُوا لنا مِنْ رَبْعِها نَحْبَا
- دارٌ كأَنَّ يَدَ الزَّمانِ بأَنـ
- ـواعِ البِلَى نَشَرَتْ بِها كُتْبَا
- أينَ الأولى ؟ كانوا بعقوتها
- والدَّهْرُ يَسْكُبَ ماءَ هُ سَكْبَا؟
- إذْ فيهِ كلُّ خريدة ٍ فنقٍ
- عُذِرَ الفتى إِنْ هَامَ أَو حَبَّا
- فرَغَ الوشاحُ بِها وقد مَلأَتْ
- منها الشوى الخلخالُ والقلْبا
- وإِذَا تَهادَتْ خِلْتَها غُصُناً
- لدْناً تلاعبُه الصبا رطبا
- نصبتْ له البلوى منعَّمة ً
- جُعلتْ لناظرِ عينهِ نصبا
- قصدتْ له قبلَ الفراقِ فما
- أبقَتْ له كَبِداً ولا قَلْبَا
- قُلْ لِلجُلُودي الذي يَدُه
- ذَهبتْ بمالِ جُنُودِهِ شَعْبَا
- اللهُ أعطاكَ الهزيمة َ إذْ
- جذبتكَ أسبابُ الردى جذْبا
- لاقَيْتَ أَبطالاً تحُثُّ إِلى
- ضَنْكِ المَقامِ شَوازِباً قُبَّا
- فنَزلتَ بينَ ظُهُورِهمْ أشِراً
- فقروكَ ثمَّ الطعنَ والضربَا
- ضيفاً ولكنْ لا أقولُ له
- أهلاً بمثواهُ ولا رحبا
- في حيثُ تَلْقَى الرُّمْحَ يَشرعُ في
- نطف الكلى والمرهفَ الغضبا
- والخَيْلُ سانحة ٌ وبَارِحَة ٌ
- والمَوْتُ يَغشَى الشَّرْقَ والغَرْبَا
- والبيضُ تلمعُ في أكفِّهمِ
- رَأْدَ الضُّحَى فَتخالُها شُهْبَا
- ثمَّ انثنتْ عيناكَ قدْ رأتا
- أَمْراً فأَودَعَتِ الحشَا رُعْبَا
- وشغِلْتَ عن دَبْغِ الجُلودِ بما
- نَشَرَ البلاءَ وجَلَّلَ الخَطْبَا
- وَافَتْكَ خَيْلٌ لو صَبَرْتَ لها
- لنهبنَ روحكَ في الوغا نهبا
- هيهاتَ لمَّا أنْ بصرتَ بهمْ
- أغشوكَ ثوبَ الجهدِ والكربَا
- وحَسِبْتهُمْ أُسْداً أساوِدَ أَو
- إبلاً تصولُ قرومُها جربَا
- منْ حيِّ عدنانٍ وأخوتِهمْ
- قحطَانَ لا مِيلاً ولا نُكْبَا
- ورَأَيتَ مَرْكبَ ما أَرَدْتَ بهم
- صعباً ومغمزَ عودهمْ صلبا
- ورميتَ طرفَكَ ناظراً فرأى
- في كلِّ أرضٍ موقداً حربا
- وعُصِمْتَ باللّيلِ البَهيمِ وقَدْ
- ألقى عليكَ ظلامُه حُجبا
- فسريتَ تغشى البيدَ مجتزعاً
- بالعِيسِ مِنها الحَزْمَ والسَّهْبَا
- وتركتَ جندكَ للقنا جزراً
- والبيضُ تجذبُ هامَهمْ جذبَا
- قَتْلاً وأَسْراً في الحديدِ معاً
- يَتَوقَّعُونَ القَتْلَ والصَّلْبَا
- فأشكرْ أياديَ ليلة ٍ سمحتْ
- لكَ بالبقاءِ وركبَها ركبا
- بَلْ لا تُؤَدّي شُكْرَها أَبَداً
- حتى تصيرها لكمْ ربَّا
المزيد...
العصور الأدبيه