الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> دنا سفرٌ والدر تنأى وتصقبُ >>
قصائدأبو تمام
دنا سفرٌ والدر تنأى وتصقبُ
أبو تمام
- دنا سفرٌ والدر تنأى وتصقبُ
- ويَنْسَى سُرَاهُ مَن يُعافى ويُصْحَبُ
- وأَيَّامُنا خُزْرُ العُيونِ عَوابِسٌ
- اذا لم يحصها الحزمُ المتلببُ
- ولابُدّ مِن فَرْوٍ إِذَا اجتَابَهُ امْرُؤٌ
- غدا وهو سامٍ في الصنابر اغلبُ
- امين القوى لم تحصص الحرب رأسهُ
- ولم يَنْضُ عُمْراً، وهو أَشْمَطُ أَشْيَبُ
- يسرك بأساً وهو غير مغمرٍ
- و يعند للأيام حين يجربُ
- تظلُ البلادُ ترتمي بضريبها
- وتُشمَل مِن أقطَارِهَا وهوَ يُجْنَبُ
- اذا البدنُ المقرورُ ألبسهُ غداً
- له راشحٌ من تحته بتصببُ
- إِذَا عَدَّ ذَنْباً ثِقْلَهُ مِنْكِبُ امرِئٍ
- يقُولُ الحَشَا: إحسَانُهُ حين يُذْنِبُ
- اتيت اذا استعتبتَ مصقعة ً بهِ
- تَملأَّتَ علْماً أَنَّها سَوْفَ تُعْتِبُ
- يراهُ الشفيف المرتعنّ فينثني
- حسيراً فتغشاه الصبا فتنكبُ
- اذا ما اساءت بالثياب فقولهُ
- لها كلما لاقتهُ أهلٌ ومرحبُ
- إِذا اليَوْمُ أَمسَى وهْوَ غَضْبَانُ لم يَكُنْ
- طَوِيلَ مُبَالاة ٍ بهِ حينَ يَغْضَبُ
- كأَنَّ حَواشِيهِ العُلَى وخُصُورَهُ
- وما انْحَطَّ منه جَمْرَة ٌ تَتَلهَّبُ
- فَهلْ أَنتَ مُهْدِيهِ بِمثْلِ شَكِيرِه
- مِنَ الشُّكْرِ يَعْلُو مُصْعِداً ويُصَوبُ؟
- لَهُ زِئْبِرٌ يُدْفِي مِن الذم كلَّما
- تجلببهث في محفل متجلببُ
- فأنت العليم الطبُّ أيّ وصية ٍ
- بها كان اوصى في الثياب المهلّبُ
المزيد...
العصور الأدبيه