الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> أَيُّ مَرْعَى عِيْنٍ ووَادِي نَسِيبِ >>
قصائدأبو تمام
أَيُّ مَرْعَى عِيْنٍ ووَادِي نَسِيبِ
أبو تمام
- أَيُّ مَرْعَى عِيْنٍ ووَادِي نَسِيبِ
- لَحَبَتْهُ الأيَّامُ في ملحُوبِ؟!
- مَلَكَتْهُ الصَّبَا الوَلوع فَأَلْـ
- فَتهُ قَعُودَ البِلَى وسُؤْرَ الخُطوبِ
- نَدَّ عنْكَ العَزَاءُ فيهِ وقادَ الـ
- ـدَّمعَ منْ مُقلتيكَ قَوْدَ الجَنيبِ
- صَحِبتْ وجدك المدامعُ فيه
- بنجيعٍ بعبرة ٍ مصحوبِ
- بِمُلثٍّ على الفِرَاقِ مُربٍّ
- ولِشَأْوِ الهَوَى البَعِيدِ طَلُوبِ
- أَخْلَبَتْ بَعْدَهُ بُرُوقٌ مِنَ اللَّهـ
- ـو وجفَّتْ غُدْرٌ من التَّشبيبِ
- رُبَّماَ قَدْ أَراهُ رَيَّانَ مَكْسُوَّ الـ
- ـمَغَانِي مِنْ كل حُسْنٍ وطِيبِ
- بِسَقيمِ الجُفُونِ غَيْرِ سَقِيمٍ
- ومُريبِ الألحاظِ غيرِ مُريبِ
- في أوانٍ منَ الرَّبيعِ كريمٍ
- وزمَانٍ مِنَ الخَرِيفِ حَسِيبِ
- فَعَلْيهِ السَّلاَمُ لاَ أُشْرِكُ الأَطْـ
- ـلاَلَ في لَوْعَتي ولا في نَحيبي
- فسواءٌ إجابتي غيرَ داعٍ
- ودُعائي بالقفرِ غيرَ مُجيبِ
- فسواءٌ خَفْضٍ تحتَ السُّرى وغَنَاءٍ
- منْ عَناءٍ وَنَضرة ٍ منْ شُحُوبِ
- فاسألِ العِيسَ ما لديها وألّفْ
- بَيْنَ أَشْخَاصِهَا وَبَيْنَ السُّهُوبِ
- لا تُذِيلنْ صغيرَ هَمِّكَ وانظُرْ
- كمْ بذي الأثلِ دوحة ً من قضيبِ
- ما عَلَى الوُسَّجِ الرَّواتِكِ من عَتْـ
- ـبٍ، إذَا ما آتتْ أَبَا أَيُّوبِ
- حُوَّلٌ، لا فَعالُهُ مَرْتَعُ الذَّ
- مِّ ولا عِرضُهُ مُرَاحُ العُيُوبِ
- سُرُحٌ قَوْلُهُ إِذَا ما استَمَرَّتْ
- عُقْدَة ُ العِيّ في لسانِ الخَطيبِ
- وُمصيبٌ شَوَاكِلَ الأَمْرِ فِيهِ
- مُشكلاتٌ يَلُكنَ لُبَّ لبيبِ
- لامُعَنَّى بِكُل شَيْءٍ ولا كُلُّ
- م عَجِيبٍ في عَيْنِهِ بِعَجِيبِ
- سَدِكُ الكفِّ بالنَّدى عائرُ السَّمـ
- ـعِ إلى حَيْثُ صَرْخَة ُ المَكْرُوبِ
- ليس يعرى من حُلَّة ٍ من طرازِ الـ
- ـمدحِ منْ تاجرٍ بها مُستثيبِ
- فإذا مرَّ لابسُ الحمدِ قال الـ
- ـقومُ: مَنْ صاحبُ الرِّداءِ القشيبِ
- وإذا كَفُّ راغبٍ سلبتهُ
- راحَ طَلْقاً كالكَوْكَبِ المشْبُوبِ
- ما مَهَاة ُ الحِجَالِ مسلوبة ً أظـ
- ـرَفَ حُسْناً مِن مَاجدٍ مَسْلُوبِ
- واجدٌ بالخليلِ منْ بُرَحَاءِ الشَّـ
- ـوْقِ وِجْدَانَ غَيْرهِ بالحَبيبِ
- آمنُ الجيبِ والضُّلوعِ، إذا ما
- أصبحَ الغِشُّ وهو درعُ القلوبِ
- لا كَمُصْفِيهِمُ، إِذا حَضَرُوا الوُدَّ
- م وَلاَحَ قُضْبَانَهمْ بِالمَغِيبِ
- يتغطَّى عنهمْ ولكنَّه تنْـ
- ـصُلُ أَخْلاَقُهُ نُصُولَ المَشيبِ
- كلُّ شعْبٍ كنتُمْ بِهِ آلَ وَهْبٍ
- فهوَ شِعبي وشِعبُ كلِّ أديب
- لمْ أزلْ باردَ الجوانح مُذْ خَضْـ
- ـخضتُ دَلْوي في ماءِ ذاكَ القليبِ
- بِنْتُمُ بالمْكُرُوهِ دوني وأَصْبَحْـ
- ـتُ الشَّريكَ المُخْتَارَ في المحْبُوبِ
- ثُمَّ لمْ أُدعَ من بعيدٍ لدى الإذْ
- نِ ولَمْ أُثْنَ عَنْكُمُ مِن قَرِيبِ
- كلَّ يومٍ تُزخرفونَ فنائي
- بِحِبِاءٍ فَرْدٍ وبِرٍّ غَرِيبِ
- إِنَّ قَلْبي لَكُمْ لَكَالكَبِدِ الحَرَّ
- ى وَقَلْبِي لِغَيْرِكم كالقُلُوبِ
- لَسْتُ أُدْلِي بِحُرْمَة ٍ مُسْتَزِيداً
- في ودادٍ منكمْ ولا في نصيبِ
- لاتُصيبُ الصَّدِيقَ قارِعة ُ التأْ
- نِيبِ، إلاَّ مِنَ الصَّدِيقِ الرَّغِيبِ
- غيرَ أنَّ العليلَ ليسَ بمذمو
- مٍ على شَرْحِ ما بهِ للطَّبِيبِ
- لو رَأَيْنا التَّوكِيدَ خُطَّة َ عَجْزٍ
- ما شَفعْنا الآذانَ بالتَّثْوِيبِ
المزيد...
العصور الأدبيه