الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> أَبْدَتْ أَسى ً أَنْ رَأَتْني مُخْلِسَ القُصَبِ >>
قصائدأبو تمام
أَبْدَتْ أَسى ً أَنْ رَأَتْني مُخْلِسَ القُصَبِ
أبو تمام
- أَبْدَتْ أَسى ً أَنْ رَأَتْني مُخْلِسَ القُصَبِ
- وآلَ ما كانَ منْ عُجبٍ إلى عَجَبِ
- سِتٌّ وعِشْرُونَ تَدْعُوني فَأَتْبَعُهَا
- إلى المشيبِ ولم تظلمْ ولم تَحُبِ
- يومي من الدَّهرِ مثلُ الدَّهرِ مُشتهرٌ
- عَزْماً وحَزْماً وَسَاعي منه كالحِقبِ
- فأَصْغِري أَنَّ شَيْباً لاَحَ بِي حدَثاً
- وأَكْبِرِي أَنَّني في المَهْدِ لم أَشِبِ
- ولايُؤَرقْكِ أيماضُ القَتيرِ بِهِ
- فإنَّ ذاكَ ابتسامُ الرّأي والأدبِ
- رأتْ تشنُّنهُ فاهتاجَ هائجها
- وقال لاعِجُهَا لِلعَبْرة ِ: انْسكِبي
- لا تُنكري منه تخديداً تجلِّلهُ
- فالسَّيْفُ لا يُزْدَرَى إنْ كانَ ذَا شُطَبِ
- لا يطردُ الهمَّ إلاَّ الهمُّ من رجلٍ
- مُقَلْقِلٍ لِبَنَاتِ القَفْرَة ِ النُّعُبِ
- ماضٍ، إذا الكُرَبُ التفتْ رأيتَ لهُ
- بِوَخْدِهنَّ اسْتِطَالاتٍ على النُّوَبِ
- سَتُصْبِحُ العِيسُ بي، واللَّيْلأُ عِنْدَ فَتًى
- كثيرِ ذكْرِ الرضَا في ساعة ِ الغَضَبِ
- صدفتُ عنهُ، فلم تصدفْ مودَّتهُ
- عنِّي وعاودهُ ظنِّي، فلم يخِبِ
- كالغَيْثِ إِنْ جِئَتَهُ وافَاكَ رَيقُهُ
- وإنْ تحمَّلت عنهُ كان في الطِّلبِ
- خَلاَئِقَ الحَسَنِ استَوْفِي البَقَاءَ، فَقَدْ
- أصبحتِ قُرَّة َ عينِ المجدِ والحسبِ
- كأَنَّماَ هُو مِنْ أَخْلاَقِهِ أَبداً
- وإنْ ثوى وحدهُ في جحفلٍ لَجبِ
- صِيغَتْ لهُ شيمة ٌ غرّاءُ من ذهبٍ
- لكنَّها أَهْلَكُ الأَشياءِ للذَّهَبِ
- لمَّا رَأَى أَدَباً في غَيْرِ ذي كَرَمٍ
- قدْ ضاعَ أوْ كرماً في غير ذي أدبِ
- سمَا إلى السُّورة ِ العلياءِ، فاجتمعا
- في فِعْلِهِ كاجتماعِ النَّورِ والعُشُبِ
- بَلَوْتُ مِنْكَ وأَيَّامِي مُذَمَّمَة ٌ
- مَوَدَّة ً وُجِدَتْ أَحْلَى مِنَ النَّشَبِ
- مِن غَيْرِ مَا سَبَبٍ مَاضٍ، كَفى سَبَباً
- لِلحُر أَنْ يَعْتَفي حُرّاً بِلا سَبَبِ
المزيد...
العصور الأدبيه