الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> أَأللَّهُ إِني خالِدٌ بعدَ خالِدِ >>
قصائدأبو تمام
أَأللَّهُ إِني خالِدٌ بعدَ خالِدِ
أبو تمام
- أَأللَّهُ إِني خالِدٌ بعدَ خالِدِ
- وناسٍ سِرَاجَ المَجْدِ نَجْمَ المَحامِدِ !
- وقَدْ تُرِعتْ إثفِيَّة ُ العَرَبِ التي
- بها صُدِعَتْ مابينَ تلكَ الجَلاَمِدِ
- ألا غَرْبُ دَمْعٍ ناصِرٍ لي على الأسى
- ألا حرُّ شعرٍ في الغليلِ مساعدي
- فلمْ تكرمِ العينانِ إنْ لم تسامحا
- ولاطابَ فَرْعُ الشعْرِ إنْ لم يُسَاعِدِ
- لتبكِ القوافي شجوها بعد خالدٍ
- بُكَاءَ مُضِلاَّتِ السَّماحِ نَوَاشِدِ
- لَكانَتْ عَذَارَاها إذا هيَ أبرِزَتْ
- لَدَى خالدٍ مِثْلَ العَذَارَى النَّواهِدِ
- وكانَتْ لِصَيْدِ الوَحْشِ مِنها حَلاوَة ٌ
- على قَلْبِهِ لَيسَتْ لِصَيْدِ الأوابِدِ
- وكانَ يرى سمَّ الكلامِ كأنما
- يُقَشَّبُ أحياناً بِسَم الأَسَاوِدِ
- تقلصَ ظلُّ العرفِ في كلِّ بلدة
- وأطفىء َ في الدنيا سراجُ القصائدِ
- فَيا عِيَّ مَرْحُولٍ إليهِ ورَاحل
- وخَجْلَة َ مَوْفُودٍ إليهِ ووافِدِ
- وياماجداً أَوْفَى بهِ المَوْتُ نَذْرَهُ
- فأشعرَ روعاً كلَّ أروعَ ماجدِ !
- غَداً يَمْنعُ المَعْرُوفُ بعدَكَ دَرَّهُ
- وتعذرُ غدرانُ الأكفِّ الروافدِ
- ويا شائماً برقاً خدوعاً وسامعاً
- لِرَاعِدَة ٍ دَجَّالَة ٍ في الرَّواعِدِ
- أقمْ ثمَّ حطَّ الرحلَ والظنَّ إنه
- مَضَتْ قِبْلَة ُ الأسفَارِ مِنء بعد خالدِ
- تكفأَ متنُ الأرضِ يومَ تعطلتْ
- من الجبلِ المنهدِ تحتَ الفدافدِ
- فللثغرِ لونٌ قاتمٌ بعد منظرٍ
- أنيقٍ وجوٌّ سائلٌ غيرُ راكدِ
- لأبرحتَ يا عامَ المصائبِ بعدما
- دعتكَ بنو الآمالِ عامَ الفوائدِ!
- لقدْ نهسَ الدهرُ القبائلَ بعدَه
- بِنَابٍ حَديدٍ يَقْطُرُ السَّمَّ عانِدِ
- فجَلَّلَ قَحْطاً آلَ قَحْطَانَ وانثنَتْ
- نِزَارٌ بِمَنْزُورٍ منَ العَيْشِ جاحِدِ
- على أي عِرْنِينٍ غُلِبْنا ومارِنٍ
- وأية ُ كفِّ فارقتنا وساعدِ!
- كأنا فقدنا ألفِ ألفِ مدجَّجٍ
- على ألفِ ألفٍ مقربٍ لا مباعدِ
- فيا وحشة َ الدنيا وكانتْ أنيسة ً
- وَوَحدَة َ مَنْ فيها لَمَصْرعِ واحِدِ!
- مضَتْ خُيَلاَءُ الخيْلِ وانصَرَفَ الرَّدَى
- بأنفَسِ نَفْسٍ مِنْ مَعَدٍّ وَوَالِدِ
- فأَيْنَ شِفَاءُ الثَّغْرِ أينَ إذا القَنَا
- خطرنَ على عضوٍ من الملكِ فاسدِ؟
- وأينَ الجِلادُ الهَبْرُ إذْ ليسَ سَيدٌ
- يَقِي جِلْدَة َ الأحسَابِ إنْ لم يُجَالِدِ؟
- ومَنْ يَجْعل السُّلطانَ حَبْلَ وَرِيدِهِ
- ومنْ ينظمِ الأطرافَ نظمَ القلائدِ؟
- ومنْ لم يكنْ ينفكُّ يغبقُ سيفَهُ
- دماً عانداً من نحرِ ليثٍ معاندِ ؟
- بِنَفسيَ مَنْ خَطّتء رَبيعة ُ لَحْدَه
- ولا زال مهتزَّ الربي غيرَ هامِدِ
- أقام به مِنْ حي بَكْرِ بنِ وائلٍ
- هنيِّ الندى مخضرَّ إثرَ المواعدِ
- فماذا حوتْ أكفانُه من شمائل
- مناهلَ أعدادٍ عذابَ المواردِ!
- خلاَئِقُ كانَتْ كالثُّغُورِ تُخرمَتْ
- وكانَ عليها واقفاً كالمجاهدِ
- فكَمْ غالَ ذَاكَ التُّرْبُ لي ولِمَعْشَرِي
- وللناسِ طُرّاً مِنْ طَرِيفٍ وَتالِدِ!
- أشيْبَانُ لا ذَاكَ الهلالُ بِطالِعٍ
- علينا ولا ذاكَ الغمامُ بعائدِ
- أشَيْبَانُ ماجَدي ولاجَدُّ كَاشِحٍ
- ولاجَدُّ شيءٍ يَوْمَ وَلَّى بصاعِدِ
- أَشَيْبَانُ عَمَّتْ نارُها مِنْ مُصِيبة ٍ
- فَما يُشتَكى وَجْدٌ إلى غيرِ وَاجِدِ
- لإنْ أقرَحَتْ عَيْنَيْ صَدِيقٍ وصاحِب
- لقد زعزعتْ ركنيْ عدوٍّ وحاسدِ
- لئنْ هي أهدَتْ للأقاربِ ترحة ً
- لقَدْ جَلَّلَتْ تُرْباً خُدُودَ الأباعِدِ
- فما جانِبُ الدُّنيا بِسَهلٍ ولا الضُّحَى
- بطَلْقٍ ولاماءُ الحَيَاة ِ بِبارِدِ
- بَلَى وأبِي إنَّ الأميرَ محمّداً
- لقطبُ الرحى مصباحُ تلكَ المشاهدِ
- حَمِدْتُ اللَّيالي إذ حَمَتْ سَرْحَنا بهِ
- ولستُ لها في غير ذاك بحامدِ
- عليه دليلٌ من يزيدَ وخالدٍ
- ونورانِ لاحا من نجارٍ وشاهدِ
- منَ المكرمينَ الخيلَ فيهمْ ولم يكنْ
- لِيُكْرِمَها إلاَّ كِرَامُ المَحاتِدِ
- أخو الحربِ يكسوها نجيعاً كأنما
- مُتُونُ رُبَاها منهُ مِثْلُ المَجَاسِدِ
- إذا شبَّ ناراً أقعدتْ كلَّ قائمٍ
- وقامَ لها منْ خوفهِ كلُّ قاعدِ
- فقلْ لملوك السيسجان ومنْ غدا
- بأَرَّانَ أو جُرْزانَ غيرَ مُناشِدِ
- ألا القُوا مَقالِيدَ البِلادِ وَهَلْ لها
- رتاجٌ فيلقي أهلُها بالمقالدِ ؟!
- ولا يغوكم شيطانُ حربٍ فإنه
- مَعَ السَّيفِ يَدْمَى نَصْلُه غيرُ مَارِدِ
- ولا تفترقْ أعناقُكم إنَّ حولها
- رُدَينيَّة ً يَجَمَعْنَ هامَ الشَّوارِدِ
- وما كثرتْ في بلدة ٍ قصدُ القنا
- فتقلعَ إلا عنْ رقابٍ قواصدِ
المزيد...
العصور الأدبيه