الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> أيُّ ندى بينَ الثرى والحبوبِ >>
قصائدأبو تمام
أيُّ ندى بينَ الثرى والحبوبِ
أبو تمام
- أيُّ ندى بينَ الثرى والحبوبِ
- وسؤددٍ لدنٍ ورأيٍ صليبِ!
- ياابنَ أبي رِبْعِيٍّ اسْتُقْبِلَتْ
- من يومكَ الدنيا بيومِ عصيبِ
- شَقَّ جُيُوباً مِنْ رِجَالٍ لو
- اسطاعوا لشقوا ما وراءَ الجيوبِ
- كنتَ على البُعْدِ قَرِيباً فَقَدْ
- صرتَ على قربكَ غيرَ القريبِ
- رَاحَتْ وُفُودُ الأرضِ عن قَبْرِهِ
- فارغة َ الأيدي ملاءَ القلوبِ
- قد عَلِمَتْ مارُزِئتْ إنَّما
- يُعْرَف فَقْدُ الشَّمسِ بعدَ الغُرُوبِ
- إذا البَعِيدُ الوطنِ انتَابَه
- حلَّ إلى نهي وجزعٍ خصيبِ
- أدنَتْه أَيْدِي العِيسِ مِنْ سَاحة ٍ
- كأنَّها مَسْقَطُ رَأْسِ الغَرِيبِ
- أظلَمَتِ الآمالُ مِنْ بَعْدِهِ
- وعُريِتْ مِنْ كل حُسْنٍ وطِيبِ
- كانَتْ خُدُوداً صُقِلَتْ بُرْهَة ً
- فاليومَ صارتْ مألفاً للشحوبِ
- كَمْ حاجَة ٍ صارَتْ رَكُوبَاً بهِ
- ولم تَكُنْ مِنْ قَبْلِهِ بالرَّكُوبِ!
- حلَّ عقاليها كما أطلقتْ
- مَنْ عُقَدِ المُزْنَة ِ ريحُ الجَنُوبِ
- إذا تيممناه في مطلبٍ
- كانَ قليباً أو رشاءَ القليبِ
- ونعمة ٍ منهُ تسربلتها
- كأنَّها طرة ُ ثوبٍ قشيبِ
- مِن اللَّواتي إنْ وَنَى شاكِرٌ
- قامَتْ لِمُسْديها مَقَامَ الخَطِيبِ
- متى تنخْ ترحلْ بتفضيلهِ
- أَوْ غَابَ يوماً حَضَرتْ بالمَغيبِ
- فما لنا اليومَ ولا للعلى
- مِنْ بَعْدِهِ غَيْرُ الأَسَى والنَّحيبِ
المزيد...
العصور الأدبيه