الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ >>
قصائدأبو تمام
ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
أبو تمام
- ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
- فإنْ تَكُ مِجْزاعاً فما البَيْنُ جازِعُ
- هو الربيعُ من اسماءَ والعامُ رابعٌ
- لهُ بلوى خبتٍ فهل أنتَ رابعُ
- ألا إنَّ صَبْرِي مِنْ عَزائي بَلاقِعٌ
- عشيّة َ شاقتني الديارُ البلاقعُ
- كأنَّ السَّحَابَ الغُرَّ غَيَّبْنَ تَحتَها
- حَبيباً فما تَرْقَا لَهُنَّ مَدَامِعُ
- ربى ً شفعت ريحُ الصبا لرياضها
- إلى الغيثِ حتى جادها وهو هامعُ
- فَوجْهُ الضَّحَى غَدْواً لهنَّ مُضَاحِكٌ
- و جنبث الندى ليلاً لهنَّ مضاجع
- كساك من الأنوارِ أصفرُ فاقعُ
- و ابيضُ نصاعٌ وأحمرُ ساطعُ
- لئن كان أمسى شملُ وحشيك جامعاُ
- لقد كَانَ لي شَمْلٌ بِأُنْسِكِ جامِعُ
- أُسيءُ على الدَّهْرِ الثناءَ فقَدْ قَضَى
- عليَّ بجورٍ صرفهُ المتتابعُ
- أيرضخنا رضخَ النوى وهو مصمتٌ
- و يأكلنا أكل الدبى وهو جائعُ
- و إني إذا ألقى بربعيَ رحلهُ
- لأُذعِرُهُ في سِرْبِهِ وهْوَ راتِعُ
- أبو مَنْزِلِ الهّم الذي لو بَغَى القِرَى
- لَدَى حَاتِمٍ لم يُقْرِهِ وهْوَ طائِعُ
- اذا شرعت فيهِ الليالي بنكبة ٍ
- تمزقن عنهُ وهو بالصبرِ دارعُ
- و ان أقدمت يوماُ عليه رزية ٌ
- تَلقَّى شَبَاها وهو بالصَّبْرِ دَارِعُ
- لهُ هممٌ ما إن تزالُ سيوفها
- قواطعَ لو كانت لهنَّ مقاطع
- ألا إنَّ نفسَ الشعرِ ماتت وإن يكن
- عداها حمامُ الموتُ فهي تنازعُ
- سأبكي القوافي بالقوافي فإنها
- عليها- ولم تَظْلِمْ بِذاك- جَوَازِعُ
- أراعي مظلاتِ المروءة ِ مهملٌ
- وحافِظُ أيَّامِ المَكارِمِ ضَائِعُ !
- وعاوٍ عَوَى والمَجْدُ بَيْني وَبينَه
- له حَاجِزٌ دُوني ورُكْنٌ مُدَافَعُ
- ترقت مناهُ طودَ عزٍ لو ارتقت
- بهِ الرّيحُ فِتْراً لانْثَنَتْ وهْيَ ظَالِعُ
- أنا ابنُ الذينَ استرضعَ الجودُ فيهم
- و سميَ فيهم وهو كهلٌ ويافعُ
- سَما بيَ أَوْسٌ في السَّماءِ وحاتِمٌ
- وزيْدُ القَنا والأثْرَمانِ ورَافِعُ
- و كان إياسٌ ما اياسٌ وعارفٌ
- و حارثة ٌ أوفى الورى والأصابعُ
- نُجومٌ طوالِيعٌ جِبالٌ فَوارِعٌ
- غيوثٌ هواميعٌ سيولٌ دوافعُ
- مَضَوْا وكأَنَّ المَكْرُمَاتِ لَدَيْهمُ
- لكثرة ما أوصوا بهنَّ شرائعُ
- فأيُّ يدٍ في المحلٍ مدت فلم يكن
- جُنُوبُ فُيُولٍ ما لَهُنَّ مَضَاجِعُ
- همُ استودعو المعروفَ محفوظَ مالنا
- فضاع وما ضاعت لدينا الودائعُ
- بَهاليلُ لَوْ عَايَنتَ فَضْلَ أَكُفَّهمْ
- لأيقنت أنّ الرزقَ في الأرضِ واسعُ
- إذا خَفَقَتْ بالبَذْلِ أَرواحُ جُودِهِمْ
- حداها الندى واستنشقتها المطامعُ
- رياحٌ كريحِ العنبرِ الغضِّ في الندى
- ولكنَّها يومَ اللَّقَاءِ زَعازعُ
- إِذا طَيىء ٌ لم تَطْوِ مَنْشُورَ بَأْسِها
- فأنفُ الذي يهدي لها السخطَ جادعُ
- هِيَ السّمُّ ما يَنْفَكُّ في كل بلدة ٍ
- تَسِيلُ بِهِ أَرماحُهمْ وهْوَ ناقِعُ
- أصارت لهم أرضَ العدوِّ قطائعاً
- نفوسٌ لحدِّ المرهفاتِ قطائعُ
- بكلِّ فتى ً ما شابَ منروعِ وقعة ٍ
- و لكنهُ قد شبنَ منهُ الوقائعُ
- اذا ماأغاروا فاحتووا مالَ معشرٍ
- أغارت عليهم فاحتوتهُ الصنائعُ
- فتعطي الذي تعطيهم الخيل والقنا
- أكفٌّ لا رثِ المكرماتِ موانعُ
- همُ قوّموا درءَ الشآمِ وأيقظوا
- بِنَجْدٍ عُيونَ الحَرْبِ وهْيَ هَواجعُ
- يَمدُّونَ بالبيضِ القَواطِعِ أَيْدِياً
- وهُنَّ سَواءٌ والسُّيُوفُ القَواطِعُ
- إِذا أَسَرُوا لم يَأْسُرِ البأْسُ عَفْوَهُم
- و لم يمسِ عانٍ فنهمِ وهو كانعُ
- إذا أطلقوا عنهُ جوامعَ غلهِ
- تيقنَّ أنّ المنَّ أيضاً جوامعُ
- وإِنْ صارَعُوا في مَفْخَر قامَ دُونَهُمْ
- و خلفهم بالجدِّ جدَّ مصارعُ
- عَلَوْا بِجُنُوبٍ مُوجَدَاتٍ كأنَّها
- جنوبٌ قبولٌ ما لهنَّ مضاجعُ
- كشفتُ قناعَ الشعرِ عن حرِّ وجههِ
- وَطَيَّرْتُه عَنْ وَكْرِهِ وهْوَ وَاقِعُ
- بعزٍّ يراها من يراها بسمعهِ
- فيَدنو إِليها ذُو الحِجَى وهْوَ شاسِعُ
- يودُّ وداداً أنَّ أعضاءَ جسمهِ
- إِذا أُنْشِدَتْ شَوْقاً إِليها مَسامَعُ
المزيد...
العصور الأدبيه