الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> أقَشِيبَ رَبْعِهِمِ أَرَاكَ دَرِيسَا >>
قصائدأبو تمام
أقَشِيبَ رَبْعِهِمِ أَرَاكَ دَرِيسَا
أبو تمام
- أقَشِيبَ رَبْعِهِمِ أَرَاكَ دَرِيسَا
- وقرى ضيوفكَ لوعة ً ورسيسا
- ولئِنْ حُبِسْتَ على البِلى لَقَدْ اغتَدَى
- دمعي عليكَ إلى المماتِ حبيسا
- فكأنَّ طَسماً قَبْلُ كانُوا جيرَة ً
- بِكَ والعَماليقَ الأُلى وجَدِيسَا
- وأرى ربعكَ موحشاتٌ بعدها
- قَدْ كنتَ مأْلوفَ المَحَل أنِيسَا
- وبلاقعاً حتّ كأنَّ قطينها
- حَلَفوا يَمِيناً أَخْلَقَتْكَ غَمُوسَا
- أَتُرَى الفِراقَ يَظُنُّ أني غافِلٌ
- عَنْه وقد لمَستْ يَدَاه لِميسَا
- رودٌ أصابتها النوى في خردٍ
- كانتْ بدورِ دجنة ِ وشموسا
- بيضٌ تَدُورُ عُيُونُهُنَّ إلى الصبَا
- فكأنهنَّ بها يدرنَ كووسا
- وكأنما أهدى شقائقهُ إلى
- وجَنَاتِهِنَّ بها أبو قَابُوسَا
- قدْ أوتيتَ منْ كلِ شيءٍ بهجة ٍ
- ودداً وحسناً في الصبا مغموسا
- لولا حداثتها وأني لا أرى
- عَرْشاً لها لَظَنَنْتُهَا بِلْقيسَا
- إيهاً دِمشْقُ فقَدْ حَوَيْتِ مَكارِماً
- بأبي المغيثِ وسؤدداً قدموسا
- وأَرَى الزَّمانَ غَدا عليِكِ بِوجْهِهِ
- جذلانَ بساماً وكانَ عبوسا
- قدْ بوركتْ تلكَ البطونُ وقدستْ
- تِلْكَ الظُّهُورُ بِقُرْبِهِ تَقْدِيسَا
- فَصَنِيعَة ٌ تُسْدَى وخَطْبٌ يُعْتلى
- وعظيمة ٌ تكفى وجرحٌ يوسى
- الآن أمستْ للنفاقِ وأصبحتْ
- عُوراً عُيونٌ كنَّ قَبْلَكَ شُوسَا
- وتركتَ تلكَ الأرضَ ظلاً سجسجاً
- مِنْ بَعْدِ ماكادَتْ تَكونُ وَطِيسَا
- لم يَشْعُروا حتى طَلَعْتَ عليْهِمِ
- بَدْراً يَشُقُّ الظُّلْمَة الْحِنْديسَا
- ما في النجومِ سوى تعلة ً باطلٍ
- قَدُمَتْ وأُسسَ إفْكُهَا تَأْسِيسَا
- إنَّ الملوكَ همُ كواكبنا التي
- تخفى وتطلعُ أسعداً ونحوسا
- فَتنٌ جَلَوْتَ ظَلامَها مِنْ بَعْد ما
- مَدُّوا عُيوناً نَحْوها وَرُؤُوسا
- حَرْبٌ يَكونُ الجَيْشُ فَضْلَ صَبُوحِها
- ويكونُ فضلُ عبوقها الكردوسا
- غرمُ امرىء ٍ منْ روحهِ فيها إذا
- ذُو السلْمِ أُغْرِمَ مَطْعماً ولَبُوسَا
- كم بينَ قومٍ إنما نفقاتهم
- مَالٌ وقَوْمٍ يُنفِقَونَ نفُوسَا!
- سارَ ابنُ إبراهيم موسى سيرة ٌ
- سكنَ الزمانُ لها وكانَ شموسا
- فأقرَ واسطة َ الشآمِ وأنشرتْ
- كفاهُ جوراً لم يزلْ مرموسا
- كانتْ مَدِينَة ُ عَسْقَلانَ عَرُوسَها
- فغَدَتْ بِسيرته دِمشْقُ عَرُوسَا
- مِنْ بَعْد ما صَارت هُنَيْدة ُ صِرْمَة ً
- والبَدْرَة ُ النَّجلاءُ صَارَتْ كِيسَا
- فكأنهم بالعجلِ ضلوا حقبة ً
- وكأنَّ موسى إذْ أتاهمُ موسى
- وستشكرُ النعمى التي صنعتْ ولا
- نِعَمٌ كنُعْمَى أنقذَتْ مِنْ بُوسَى
- ألْوَى يُذِلُّ الصَّعْبَ إنْ هو سَاسَهُ
- ويُلينُ جانِبَهُ إذا ما سيسَا
- ولِذَاكَ كانُوا لا يُرأَّسُ منهُمُ
- منْ لم يجربْ حزمهُ مرؤوسا
- مَنْ لم يَقُدْ فَيطِيرَ في خَيْشُومِهِ
- رهجٌ الخميسِ فلنْ يقودَ خميسا
- أعطِ الرياسة َ منْ يديكَ فلم تزلْ
- مِنْ قبْلِ أنْ تُدْعَى الرئيسَ رئيسَا
- ماذا عسَيْتَ ومِنْ أمَامِكَ حَيَّة ٌ
- تَقِصُ الأُسُودَ ومِنْ وَرائِكَ عِيسَى
- أسدانِ شدا منْ دمشقَ وذللاً
- مِنْ حِمْصَ أَمْنَعَ بَلْدَة ٍ عِريسَا
- تخذَ القنا خيساً فإن طاغٍ طغى
- نَقَلا إلى مَغْناهُ ذَاكَ الْخِيسَا
- أَسْقِ الرَّعيَّة َ مِنْ بَشَاشَتِكَ التي
- لو أنها ماءٌ لكانَ مسوسا
- إنَّ الطلاقة َ والندى خيرٌ لهمْ
- مِنْ عِفَّة ٍ جَمَسَتْ عَلَيْكَ جُمُوسَا
- لو أنَّ أَسْبَابَ العَفافِ بلا تُقى ً
- نَفعَتْ لقد نَفَعتْ إذاً إبْليسَا
- هذي القوافي قدْ أتينكَ نزعاً
- تَتجسَّمُ التَّهْجيرَ والتَّغليسَا
- مِنْ كُل شَارِدَة ٍ تُغادِرُ بَعْدها
- حظَّ الرجالِ منَ القصيدِ خسيسا
- وجَدِيدَة المَعْنَى إذا مَعْنَى التَّي
- تَشْقَى بها الأسْماعُ كان لَبِيسَا
- تلهو بعاجلِ حسنها وتعدها
- عِلْقاً لأعجازِ الزَّمانِ نَفِيسَا
- مِنْ دَوحة ِ الكَلمِ التي لم تَنْفَكِكْ
- يمسي عليكَ رصينها محبوسا
- كالنَّجْمِ إنْ سَافرْتَ كان مُوَاكِبا
- وإذا حططتْ الرحلَ كانَ جليسا
- إنَّا بَعَثْنَا الشعْرَ نَحْوَكَ مُفْردَاً
- وإذا أَذِنْتَ لنا بَعْثنا العِيسَا
- تَبْغي ذُراكَ إذا آسِنَّة ُ قَعْضَبٍ
- أردينَ عريفَ الوغى المريسا
المزيد...
العصور الأدبيه