الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ >>
قصائدأبو تمام
أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ
أبو تمام
- أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ
- والدَّمْعُ في دِمَنٍ عَفَتْ لا يَسْجُمُ !
- يا موسمَ اللذاتِ غالتكَ النوى
- بَعْدِي فرَبْعُكَ لِلصَّبَابَة ِ مَوْسِمُ!
- ولقدْ أراكَ من الكواعب كاسياً
- فاليومَ أنتَ مَنَ الكَواعِبُ مُحرِمُ
- لَحَظَتْ بَشَاشَتَكَ الحَوادِثُ لحظَة ً
- مازلتُ أحلمُ أنها لا تسلمُ
- أين التي كانَتْ إذا شاءَتْ جرى
- مِنْ مُقْلَتِي دَمْعٌ يُعَصْفِرُهُ دَمُ
- بَيْضَاءُ تَسْرِي في الظَّلاَمِ فَيَكْتَسي
- نُوراً وتَسْرُبُ في الضيَاءَ فيُظلِمُ
- يستعذبُ المقدامُ فيها حتفهُ
- فتَرَاهُ وهْوَ المُسْتَمِيتُ المُعْلمُ
- مقسومة ٌ في الحسنِ بلْ هي غاية ٌ
- فالحُسْنُ فيها والجَمَالُ مُقَسَّمُ
- ملطومة ُ بالوردِ أطلقَ طرفُها
- في الخَلْقِ فهْوَ مَعَ الْمَنُونِ مُحَكَّمُ
- مَذِلَتْ ولمْ تكْتُمْ جفَاءَكَ تكْتَمُ
- إِنَّ الّذِي يَمِقُ المَذُولَ لمُعْرَمُ
- إنْ كانَ وَصْلُكِ آضَ وهْو مُحَرّمُ
- منكِ الغداة َ فما السلوُّ محرَّمُ
- عزمٌ يفلُّ الجيشَ وهوَ عرمرمٌ
- ويردُّ ظفرَ الشوقِ وهوَ مقلمُ
- وفَتًى إذا ظَلَمَ الزَّمانُ فمَا يُرَى
- إلا إلى عزماتِهِ يتظلمُ!
- لَوْلاَ ابنُ حَسَّانَ المُرَجَّى لمْ يَكُنْ
- بالرقة ِ البيضاءِ لي متلومُ
- شافهتُ أسبابَ الغنى بمحمدٍ
- حتى ظننتُ بأنها تتكلمُ
- قد تيمتْ منهُ القوافي بامرئٍ
- مازَالَ بالمَعْرُوفِ وهْوَ مُتَيَّمُ
- يحلو ويعذبُ إنْ زمانٌ نالهُ
- بِغِنًى وتَلْتاثُ الخُطُوبُ فَيكْرُمُ
- تلقاهُ إن طرقَ الزمانُ بمغرمٍ
- شرهاً إليهِ كأنمَا هو مغنمُ
- لا يحسبُ الإقلالَ عدماً بلْ يرى
- أن المقلّ منَ المروءة ِ معدمُ
- مازَالَ وهْوَ إِذَا الرجالُ تَوَاضَحُوا
- عندَ المُقَدَّمِ حَيْثُ كانَ يُقَدَّمُ
- يَحتَلُّ في سَعدِ بنِ ضَبَّة َ في ذُرَا
- عَادِيَّة ٍ قَدْ كَلَّلْتها الأنْجُمُ
- قومٌ يمجُّ دماً على أرماحِهمْ
- يَوْمَ الوَغَى المُسْتَبْسِلُ المُسْتَلْئِمُ
- يعلونَ حتى ما يشكُّ عدوهم
- أن المنايا الحمرَ حيٌّ منهمُ
- لو كانَ في الدنيا قبيلٌ آخرٌ
- بإزَائِهمْ ماكانَ فِيهمْ مُصْرِمُ
- ولأنتَ أوضحُ فيهمُ من غرة ٍ
- شدختْ وفازَ بها الجوادُ الأدهمُ
- تَجْري على آثارِهِمْ في مَسْلَكٍ
- ماإِنْ لَهُ إِلاَّ المَكَارمَ مَعْلَمُ
- لَمْ يَنْا عَني مَطْلَبٌ ومُحَمَّدٌ
- عونٌ عليه أو إليهِ سلَّمُ
- لم يذعرَ الأيامَ عنكَ كمرتدٍ
- بالعَقْلِ يَفْهَمُ عَنْ أخِيهِ ويُفْهِمُ
- مِمَّنْ إِذا ما الشَّعْرُ صَافَح سَمْعَه
- يَوْماً رَأيتَ ضَمِيرَهُ يَتبَسَّمُ
المزيد...
العصور الأدبيه