الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ >>
قصائدأبو تمام
أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
أبو تمام
- أجْفَانُ خُوطِ البانة ِ الأُملودِ
- مشغولة ٌ بكَ عن وصالِ هجودِ
- سَكبتْ ذخيرة َ دمعة ٍ مُصْفرَّة ٍ
- في وجنة ٍ محمرة ِ التوريدِ
- فكأنَّ وهيَ نظامها نظمٌ وهي
- منْ يارقٍ وقلائدٍ وعقودِ
- أذكتْ حميا وجدها حمة َ الأسى
- فغَدَتْ ْبِنَارٍ غَيْرِ ذَاتِ خُمُودِ
- طلعتْ طلوعَ الشمسِ في طرف النوى
- والشمسُ طالعة ٌ بطرفِ حسودِ
- وتأملتْ شبحي بعينٍ أيدتْ
- عَمَدَ الهَوَى في قَلْبِيَ المَعْمُودِ
- فنحرتُ حسنَ الصبرِ تحتَ الصدرِ عنْ
- جيدٍ بواضحٍ نحرها والجيدِ
- حَاشى لجَمْرِ حَشَايَ أَنْ يَلْقَى الْحَشَا
- إلا بلفجٍ مثلِ لفجِ وقودِ
- أضْحَى الّذي بَّقَّتْهُ نيرَانُ الْحَشَا
- مِني حَبيساً في سَبيلِ البيدِ
- أذْرَاءُ أَمطاءِ الغِنَى يَضْحَكْنَ عَنْ
- أَذْرَاءِ أَمطَاءِ المَطايا القُودِ
- فَظَلْلُتُ حَدَّ الأرضِ تَحْتَ العَزْم في
- وَجْنَاءَ تُدْني حَدَّ كل بَعيدِ
- تحثو إذا حثَّ العتاقَ الوخدُ في
- غررِ العتاقِ النقعِ بالتوحيدِ
- تعريسها خللَ السر تقريبها
- حتى أنختُ بأحمد المحمودِ
- فحَطَطْتُ تَحْتَ غَمامة ٍ مَغْمُورَة ٍ
- بِحَيَا بُرُوقٍ ضَاحِكاً ورُعُودِ
- تلقاهُ بينَ الزائرينَ كأنهُ
- قمرُ السماءِ يلوحُ بينَ سعودِ
- لَوْ فَاحَ عُودٌ في النَّدي وذِكْرُهُ
- لَعَلا بطيبِ الذكْرِ طِيبَ العُودِ
- ولاَّهُ منصُورٌ سَماحَ يَمينِه
- ومضى فقيدَ المثلِ غيرَ فقيدِ
- فَيرَى فَنَاءَ المالِ أفْضَلَ ذُخْرِه
- وخُلودَ ذكْر الْحَمْدِ خَيرَ خلودِ
- يُبْدِي أبوالحسَنِ اللُّهَى ويُعيدُها
- فمؤَملُوهُ مِنَ اللُّهَى في عيدِ
- حَيَّيتُ غرَّتهُ بحُسْنِ مَدائِحٍ
- غُرٍّ فحَيَّا غرَّتِي بالجُودِ
- لَوْ رامَ جُلْمُوداً بجَانبِ صَخْرَة ٍ
- يَوْماً لرضَّضَ جانبَ الجُلْمُودِ
- وإذا الثغورُ استنصرتهُ شبا القنا
- أرْوَى الشَّبَا مِنْ ثُغْرَة ٍ وَوريدِ
- يستلُّ إثرَ عدوها عزماته
- فيعمها بالنصرِ والتأييدِ
- ذو ناظِر حَدِبٍ وَسمْعٍ عائِرٍ
- نحوَ الطريدِ الصارخِ المجهودِ
- تلقاهُ منفرداً وتحسبُ أنهُ
- مِنْ عَزْمِهِ في عُدَّة ٍ وعَديدِ
- ياأيُّها المَلِك المُرَجَّى والَّذي
- قدحتْ به فطني نظامَ نشيدي
- أنا راجلٌ ببلادِ مروٍ راكبٌ
- في جَوْدة ِ الأشْعَارِ كلَّ مُجِيدِ
- فَأعِزَّ ذِلَّة َ رُجْلَتِي بِمُهذَّبٍ
- حلو المخيل مقذذٍ مقدودِ
- ذي كُمْتَة ٍ أوشُقْرَة ٍ أو حُوَّة ٍ
- أو دُهْمة ٍ فَهِمِ الفُؤَادِ سَدِيدِ
- تَتَنزَّهُ اللَّحظاتُ في حَرَكاتِهِ
- كتنَزُّهِي في ظِلّكَ المَمْدُودِ
- مُتَسرْبِل بُردْاً يَفُوقُ بِوَشْيِهِ
- بينَ المواكبِ حسنَ وشي برودِ
- فإذَا بَدَا في مَشْهَدٍ قامَتْ لهُ
- نبلاءُ صدرِ المحفلِ المشهودِ
- يجدُ السرورَ الراكبُ الغادي به
- كَسُرورِه بالفارسِ المَوْلودِ
- إنْ سابقَتْهُ الخيْلُ في مَيْدانِها
- قذفتْ إليه الخيلُ بالإقليدِ
- فيروحُ بينَ مؤبيهِ مخالفاً
- متعصباً بعصابة ِ التسويدِ
- ومشيعودهُ معوذوه بكلِّ ما
- عَرَفُوه مِنْ عُوَذٍ مِنْ التًّحْميدِ
- يتعشقونَ نضارة ً في وجههِ
- عضقَ الفتى وجهَ الفتاة ِ الرودِ
- أغضَى عليكَ جُفُون شُكْرِكَ إنَّها
- ثَقُلت عليَّ لجُودِكَ الموجُودِ
- إني اعتصمتُ بطولِ طودكَ إنهُ
- طودٌ يقومُ مقامَ طودِ حديدِ
- لا يهتدي صرفُ الزمانِ إلى امرىء
- مُتصرفٍ بفنَائِكَ المَعْهُودِ
المزيد...
العصور الأدبيه