الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> أمِنكَ للصّبّ عِندَ الوَصْلِ تذكارُ >>
قصائدأبو الفضل بن الأحنف
- أمِنكَ للصّبّ عِندَ الوَصْلِ تذكارُ
- وكَيفَ والحُبُّ إظهارٌ وإضمَارُ
- أمّا أنا فإذا أحببتُ جَريَة ً
- لمْ أنْسها أبَداً والنّاسُ أطوارُ
- ياليتَ من ولَدتْ حواءُ من ولدٍ
- صُفّوا اتّباعاً لأمري ثُمّ اختارُ
- إنيّ بُلِيتُ بشَخصٍ ليسَ يُنصِفُني
- باغٍ لقَتلي وربّي مِنه لي جَارُ
- صادَتْ فُؤاديَ مِكسالٌ مُنعَّمة ٌ
- كالبدرِ حينَ بدا بيضاءُ مِعطارُ
- خودٌ تشيرُ برخْصٍ حفّ مِعصَمَه
- دُرّ وساعدُه للوجهِ ستّارُ
- صادَتْ بِعَينٍ وثَغرٍ رَفَّ لُؤلؤُه
- فالعينُ مُمرِضة ٌ والثّغرُ سحّارُ
- يا ليتَ لي قَدَحاً في راحتي أبداً
- قدْ مسّ فاهَا ففيه منهُ آثارُ
- طُبى لثوبٍ لها إنّي لأحسدُهُ
- إذا عَلاها وشَدَّ الثوبَ أزرارُ
- ما سُمّيَت قَطُّ إلاّ هِجتُ أذكُرها
- كأنّما أشعِلتْ في قلبي النّارُ
- يا مَنْ يُسائلُ عن وَجدي لأُظهِرَهُ
- إنّ المحبّ لتَبَدُو مِنه أسرارُ
- فاسمَعْ مُناقَلتي وانْظُر إلى نظَري
- إنْ كانَ مِنكَ لما في الصّدرِ إنكارُ
- أمّا اسمُها فَهْوَ مَكتومٌ فَليسَ له
- مِنّي إليكَ بإذنِ اللّهِ إظهَارُ
- كأنّما القلبُ من يوم ابتُليتُ بها
- بينَ السماءِ وبينَ الأرضِ طَيّارُ
- ما للهَوى ، لا أراشَ الله أسهُمَه،
- إنّ الهوى لعبادِ اللّهِ ضرّارُ
- أمسَى يُكلّفُني خوداً مُمنَّعَة ً
- مِنّي ومن دُنِها حُجْبٌ وأستارُ
- تلكَ الرَّبابُ ولا إعلانَ لو عَلِمتْ
- ما بيَ لقد هاجها شوقٌ وتذكارُ
- طالَ الوقوفُ ببابِ الدّار في عِللٍ
- حتى كأنّني لِبابِ الدار مِسمارُ
- إني أطيلُ وإنْ لمْ أرجُ طلعتها
- وَقفي وإني إلى الأبوابِ نَظّارُ
- أقولُ للدارِ إذْ طَالَ الوُقوفُ بها
- بعدَ الكَلالِ وماءُ العَينِ مِدرارُ:
- يا دارُ هل تَفقَهينَ القولَ عن أحد
- أم ليس، إن قال، يُغني عنهُ إكثارُ
- يا دارُ إنّ غزارلاً فيكِ برّحَ بي
- مالي أزورُ أناساً ليسَ يَعرِفُني
- مِن أهْلِهِمْ أحدٌ؟ إنّي لَزَوّارُ
- أمَا لَئِن قَبلِوا عُذري لقد عدَلُوا
- في حُكم ولئنْ ردّوا لقد جاروا
- قالوا: نسيرُ! فلا ساروا ولا وَقَفوا
- ولا استقلّتْ بهمْ للبينِ أكوارُ
- ماعندهم فرجٌ في قربِ دارهمْ
- ووَلا لنَا مِنهمُ في البُعد أخبارُ
- إذا ترحّلَ من هامَ الفُؤادُ بهِمْ
- فما أُبالي أقام الحيُّ أم سَاروا
المزيد...
العصور الأدبيه