الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> يا نَفْسِ! ما هوَ إلاّ صَبرُ أيّامِ، >>
قصائدأبو العتاهية
يا نَفْسِ! ما هوَ إلاّ صَبرُ أيّامِ،
أبو العتاهية
- يا نَفْسِ! ما هوَ إلاّ صَبرُ أيّامِ،
- كأنَّ لَذَّاتِهَا أضغاثُ أحلامِ
- يا نَفسِ! ما ليَ لا أنْفَكّ مِنْ طمعٍ
- طرفِي غليهِ سريعٌ طامحٌ سامِ
- يا نَفْسِ! كوني، عن الدّنيا، مُبعدة ً،
- وَخَلّفّيها، فإنّ الخَيرَ قُدّامي
- يا نَفْسِ! ما الذُّخرُ إلاّ ما انتَفَعتِ به
- بالقَبرِ، يَوْمَ يكونُ الدّفنُ إكرامي
- وَللزّمانِ وَعيدٌ في تَصَرّفِهِ،
- إن الزمانَ لذو نَقْضٍ وإبرامِ
- أمّا المَشيبُ فقَد أدّى نَذارَتَهُ،
- وَقَدْ قَضَى ما عَلَيْهِ مُنذُ أيّامِ
- إنّي لأستَكْثِرُ الدّنْيا، وأعْظِمُها
- جهلاً ولم أرَهَا أهلاً لإعظامِ
- فَلَوْ عَلا بِكَ أقْوامٌ مَناكِبَهُمْ،
- حثُّوا بنعشكَ إسراعاً بأقدامِ
- في يومِ آخرِ توديعٍ تودعهُ
- تهدي إلى حيث لا فادٍ ولا حامِ
- ما الناسُ إلا كنفسٍ في تقاربهِمْ
- لولا تفاوتُ أرزاقٍ وأقسامِ
- كَمْ لابنِ آدَمَ من لهوٍ، وَمن لَعبٍ،
- وللحوادِثِ من شدٍّ وإقدامِ
- كمْ قد نعتْ لهمُ الدنيَا الحلولَ بِهَا
- لوْ أنّهُمْ سَمِعوا مِنْها بأفْهامِ
- وكمْ تحرمتِ الأيامُ من بشرٍ
- كانُوا ذوِي قوة ٍ فيهَا وأجسامِ
- يا ساكِنَ الدّارِ تَبْنيها، وَتَعمُرُها،
- والدارُ دارُ منيَّاتٍ وأسْقامِ
- لا تَلْعَبَنّ بكَ الدّنيا وَخُدْعَتُها،
- فكَمْ تَلاعَبَتِ الدّنْيا بأقْوامِ
- يا رُبَّ مُقتصدٍ من غيرِ تجربة ٍ
- وَمُعْتَدٍ، بَعدَ تجريبٍ، وَإحكامِ
- وربَّ مُكتسبٍ بالحكْمِ رامِيَهُ
- وربَّ مُستهدِفٍ بالبغيِ للرامِي
المزيد...
العصور الأدبيه