الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ >>
قصائدأبو العتاهية
مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ
أبو العتاهية
- مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ
- والمَوْتُ حَوْلَ الفَتَى وبِالأثَرِ
- بَيْنَا الفَتَى بالصَّفَاءِ مغتبِطٌ
- حتى رَماهُ الزّمانُ بالكَدَرِ
- سائِلْ عنِ الأمرِ لستَ تعرِفُهُ
- فَكُلُّ رشدٍ يأتِيكَ فِي الخبرِ
- كمْ فِي ليالٍ وفي تقلبِهَا
- مِنْ عِبَرٍ للفَتى ، ومِنْ فِكَرِ
- إنّ امرَأً يأمَنُ الزّمانَ، وقَدْ
- عايَنَ شِدّاتِهِ، لَفي غَرَرِ
- ما أمكَنَ القَوْلُ بالصّوابِ فقُلْ
- واحذَرْ إذا قُلْتَ موضِعَ الضَّررِ
- ما طَيّبُ القَوْلَ عندَ سامِعِهِ الـ
- ـمُنْصِتِ، إلاّ لطيْبِ الثّمَرِ
- الشَّيْبُ فِي عارضَيكَ بارقَة ٌ
- تَنهاكَ عَمّا أرَى منَ الأشَرِ
- ما لكَ مُذْ كُنتَ لاعِباً مرِحاً،
- تسحَبُ ذيلَ السَّفاهِ والبطَرِ
- تَلعَبُ لَعْبَ الصّغيرِ، بَلْهَ، وقَد
- عمّمَك الدَّهرُ عمة َ الكِبَرِ
- لوْ كنتَ للموْتِ خائفاً وجِلاً
- أقرَحْتَ منكَ الجُفُونَ بالعِبَرِ
- طَوّلْتَ مِنكَ المُنى وأنتَ من الـ
- الأيَّامِ فِي قِلَّة ٍ وفِي قِصَرِ
- لله عَيْنَانِ تَكْذِبانِكَ في
- ما رَأتَا مِنْ تَصرّفِ العِبَرِ
- يا عَجَباً لي، أقَمتُ في وَطَنٍ،
- ساكِنُهُ كُلّهُمْ على السّفَرِ
- ذكَرْتُ أهْلَ القُبورِ من ثقتي،
- فانهلَّ دمعي كوابلِ المطرِ
- فقل لأهلِ القبورِ من ثقة ٍ
- لَسْتُ بِناسيكُمُ مَدَى عُمُرِي
- يا ساكِناً باطِنَ القُبُورِ: أمَا
- للوارِدينَ القُبُورَ مِنْ صَدَرِ
- ما فَعَلَ التّارِكُونَ مُلكَهُمُ،
- أهلُ القِبابِ العِظامِ، والحجَرِ
- هَلْ يَبْتَنُونَ القُصورَ بَينَكُمُ،
- أمْ هلْ لهمْ منَ عُلًى ومن خَطَرِ
- ما فَعَلَتْ منهُمُ الوُجُوهُ: أقَدْ
- بدّدَ عَنْهَا محاسِنُ الصُّورِ
- اللهُ فِي كلِّ حادثٍ ثقَتِي
- واللهُ عزّي واللهُ مفتخرِي
- لَستُ مَعَ الله خائِفاً أحَداً،
- حسبِي بهِ عاصماً منَ الأشرِ
المزيد...
العصور الأدبيه