الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لِدُوا للموتِ وابنُوا لِلخُرابِ >>
قصائدأبو العتاهية
لِدُوا للموتِ وابنُوا لِلخُرابِ
أبو العتاهية
- لِدُوا للموتِ وابنُوا لِلخُرابِ
- فكُلّكُمُ يَصِيرُ إلى تَبابِ
- لمنْ نبنِي ونحنُ إلى ترابِ
- نصِيرُ كمَا خُلِقْنَا منْ ترابِ
- ألا يا مَوْتُ! لم أرَ منكَ بُدّاً،
- أتيتَ وما تحِيفُ وما تُحَابِي
- كأنّكَ قد هَجَمتَ على مَشيبي،
- كَما هَجَمَ المَشيبُ على شَبابي
- أيا دُنيايَ! ما ليَ لا أراني
- أسُومُكِ منزِلاً ألا نبَا بِي
- ألا وأراكَ تَبذُلُ، يا زَماني،
- لِيَ الدُّنيا وتسرِعُ باستلابِي
- وإنَّكِ يا زمانُ لذُو صروفُ
- وإنَّكَ يا زمانُ لذُو انقلابِ
- فما لي لستُ أحلِبُ منكَ شَطراً،
- فأحْمَدَ منكَ عاقِبَة َ الحِلابِ
- وما ليَ لا أُلِحّ عَلَيكَ، إلاّ
- بَعَثْتَ الهَمّ لي مِنْ كلّ بابِ
- أراكِ وإنْ طلِبْتِ بكلِّ وجْهٍ
- كحُلمِ النّوْمِ، أوْ ظِلِّ السّحابِ
- أو الأمسِ الذي ولَّى ذهَاباً
- وليسَ يَعودُ، أوْ لمعِ السّرابِ
- وهذا الخلقُ منكِ على وفاءِ
- وارجلُهُمْ جميعاً في الرِّكابِ
- وموعِدُ كلِّ ذِي عملٍ وسعيٍ
- بمَا أسدَى ، غداً دار الثّوَابِ
- نقلَّدت العِظامُ منَ البرايَا
- كأنّي قد أمِنْتُ مِنَ العِقاب
- ومَهما دُمتُ في الدّنْيا حَريصاً،
- فإني لا أفِيقُ إلى الصوابِ
- سأسألُ عنْ أمورٍ كُنْتُ فِيهَا
- فَما عذرِي هُنَاكَ وَمَا جوَابِي
- بأيّة ِ حُجّة ٍ أحْتَجّ يَوْمَ الـ
- ـحِسابِ، إذا دُعيتُ إلى الحسابِ
- هُما أمْرانِ يُوضِحُ عَنْهُما لي
- كتابي، حِينَ أنْظُرُ في كتابي
- فَإمَّا أنْ أخَلَّدَ في نعِيْم
- وإمَّا أنْ أحَلَّدَ في عذابِي
المزيد...
العصور الأدبيه