الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> لعَمري لقد نُوديتَ لوْ كنتَ تسمَعُ؛ >>
قصائدأبو العتاهية
لعَمري لقد نُوديتَ لوْ كنتَ تسمَعُ؛
أبو العتاهية
- لعَمري لقد نُوديتَ لوْ كنتَ تسمَعُ؛
- ألمْ ترَ أنَّ الموْتَ مَا ليْسَ يُدْفَعُ
- ألمْ تَرَ أنَّ النَّاسِ فِي غَفَلاتِهِمْ
- ألمْ تَرَ أسبابَ الأمُورِ تَقَطَّعُ
- ألمْ تَرَ لَذّاتِ الجَديدِ إلى البِلى ؛
- ألمْ تَرَ أسْبابَ الحِمامِ تُشَيَّعُ
- ألَمْ تَرَ أنَّ الفَقْرَ يعقِبُهُ الغِنَى
- ألَمْ تَرَ أنَّ الضِّيْقَ قَدْ يَتَوَسَّعُ
- ألَمْ تَرَ أنَّ الموتَ يهتِرُ شبيبة ً
- وَأنّ رِماحَ المَوْتِ نحوَكَ تُشرَعُ
- ألمْ تَرَ أنَّ المرْءَ يشبَعُ بطْنُهُ
- وناظِرُهُ فِيمَا تَرَى ليْسَ يشبَعُ
- أيا باني الدُّنْيَا لغيرِكَ تبْتَنِي
- وَيَا جَامِعَ الدُّنْيَا لغيرِكَ تَجْمَعُ
- ألَمْ تَرَ أنَّ المْرءَ يَحْبِسُ مَالَهُ
- ووارِثُهُ فيهِ، غَداً، يَتَمَتّعُ
- كأنّ الحُماة َ المُشفِقِينَ عَلَيكَ قد
- غَدَوْا بكَ أوْ رَاحُوا رَوَاحاً فأبرَعُوا
- ومَا هُوَ إلاَّ النَّعْشُ لَوْ قَدْ دَعَوْا بهِ
- تُقَلُّ، فتُلْقَى فوْقَهُ ثُمّ تُرْفَعُ
- ومَا هُوَ إلاَّ حادِثٌ بَعْدَ حادِثٍ
- فمِنْ أيّ أنواعِ الحوادثِ تَجزَعُ
- ألا، وَإذا أُودِعتَ تَوْديعَ هالِكٍ،
- فآخِرُ يَوْمٍ منْكَ يَوْمٌ تُوَدَّعُ
- ألا وكَما شَيّعْتَ يَوْماً جَنَازَة ً،
- فأنْتَ كمَا شَيّعْتَهُمْ سَتُشيَّعُ
- رَأيْتُكَ في الدّنْيا على ثِقَة ٍ بها،
- وإنَّكَ فِي الدُّنيا لأنْتَ المُرَوَّعُ
- ولمْ تعْنَ بالأمْرِ الَّذِي هُوَ واقِعٌ
- وكُلُّ امْرِىء ٍ يُعْنَى بِمَا يَتَوَقَّعُ
- وإنَّكَ للْمَنْقُوضُ فِي كُلِّ حَالَة ٍ
- وَإنّ بني الدّنيا على النْقضِ يُطبَعوا
- إذا لم يَضِقْ قوْلٌ عَلَيكَ، فقل بهِ،
- وَإن ضَاق عنكَ القوْلُ فالصّمتُ أوسعُ
- فَلا تَحتَقِرْ شَيئاً تَصاغَرْتَ قدرَه،
- فإنّ حَقيراً قد يَضُرّ ويَنْفَعُ
- تَقَلَّبْتَ فِي الدُّنْيَا تَقَلُّبَ أهْلِهَا
- وَذُو المالِ فِيهَا حَيْثُ مَا مَال يتبَعُ
- ومَا زِلتُ أُرْمَى كُلَّ يَوْمٍ بعِبْرَة ٍ
- تكَادُ لَهَا صُمُّ الجبالِ تَصَدَّعُ
- فما بالُ عَيْني لا تَجُودُ بمائِهَا
- وَما بالُ قَلبي لا يَرِقّ ويَخشَعُ
- تَبَارَكَ مَنْ لاَ يمْلِكُ المُلْكُ غَيرُهُ
- متَى تنقَضِي حَاجَاتُ مَن ليسَ يقْنَعُ
- وَأيّ تمرىء ٍ في غاية ٍ، ليسَ نَفسُه
- إلى غاية ٍ أُخرَى ، سواها، تَطَلَّعُ
- وَبَعضُ بني الدّنيا لبَعضٍ ذَريعَة ٌ،
- وَكُلٌّ بِكُلٍّ قَلّمَا يَتَمَتّعُ
- يُحَبُّ السَّعِيدُ العَدْلُ عِنْدَ احتِجاجِهِ
- ويبغِي الشَّقيُّ البَغْيَ والبَغْيُ يصرَعُ
- ولَمْ أرَ مِثْلَ الحقِّ أقْوَى لحُجَّة ٍ
- يدُ الحقّ، بينَ العلمِ والجهل، تَقرَعُ
- وذُو الفضْلِ لا يهتزُ إنْ هزَّهُ الغنى
- لِفَخْرٍ ولاَ إنْ عضَّهُ الدَّهْرُ يَفْزَعُ
المزيد...
العصور الأدبيه