الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> خيرُ أيَّامِ الفتَى يومٌ نَفَعْ >>
قصائدأبو العتاهية
خيرُ أيَّامِ الفتَى يومٌ نَفَعْ
أبو العتاهية
- خيرُ أيَّامِ الفتَى يومٌ نَفَعْ
- وَاصطِناعُ الخَيرِ أبْقَى ما صَنَعْ
- وَنَظِيرُ المَرْءِ، في مَعرُوفِهِ،
- شَافِعٌ بَتَّ إليْهِ فشَفَعْ
- مَا ينالُ الخَيْرُ بالشَّرِّ ولاَ
- يَحْصِدُ الزَّارِعُ إلاَّ مَا زَرَعْ
- ليْسَ كلُّ الدَّهْرِ يوماً واحداً
- رُبّما ضَاقَ الفَتى ثمّ اتّسَعْ
- خُذْ مِنَ الدّنْيا الذي دَرّتْ بهِ،
- وَاسْلُ عَمّا بانَ منْها، وَانقَطَعْ
- إنّمَا الدّنْيا مَتَاعٌ زائِلٌ،
- فاقْتَصِدْ فيهِ وخُذْ مِنْهُ وَدَعْ
- وَارْضَ للنّاسِ بمَا تَرْضَى بهِ،
- واتبعِ الحقَّ فنِعْمَ المُتَّبَعْ
- وَابغِ ما اسطعتَ عنِ النّاسِ الغِنى ،
- فمَنِ احتاجَ إلى النّاسِ ضَرَعْ
- اشهدِ الجامعَ لو أنْ قد أتى
- يومُهُ لم يُغنِ عنهُ ما جمعْ
- إنْ للخَيرِ لَرَسْماً بَيْنَنَا،
- طبعَ اللهُ عليهِ ما طبعْ
- قد بلونَا الناسَ في أخلاقهمْ
- فرأيناهُمْ لذي المال تَبَعْ
- وحَبيبُ النّاسِ مَنْ أطْمَعَهُمْ،
- إنما الناسُ جميعاً بالطمعْ
- احمدِ اللهَ على تدبيرهِ
- قدَّرَ الرِّزقَ فعطى ومنَعْ
- سُمْتُ نَفْسِي وَرَعاً تَصْدُقُهُ،
- فنهاها النقصُ عن ذاكَ الورعْ
- وَلنَفسي حِينَ تُعطَى فَرَحٌ،
- واضطرابٌ عندَ منعٍ وجزعْ
- ولنَفْسِي غَفَلاتٌ لمْ تَزَلْ،
- وَلَها بالشّيْءِ، أحْياناً، وَلَعْ
- عجباً من مطمئنٍ آمنٍ
- إنَّما يُغذَى بألوانِ الفزعْ
- عَجَباً للنّاسِ ما أغْفَلَهُمْ
- لوقوعِ الموتِ عمَّا سيقعْ
- عجباً إنَّا لنلقَى مَرتعاً
- كُلّنا قَدْ عاثَ فيهِ وَرَتَعْ
- يا أخِي الميتَ الذي شيعتُهُ
- فحُثِي التربُ عليهِ ورجعْ
- لَيتَ شِعري ما تَزَوّدْتَ مِنَ الـ
- ـزّادِ، يا هَذا، لِهَوْلِ المُطّلَعْ
- يومَ يهدوكَ محبوكَ إلى
- ظُلمة ِ القبرِ وضيق المُضطجعْ
المزيد...
العصور الأدبيه