الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُ كَافِ >>
قصائدأبو العتاهية
اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُ كَافِ
أبو العتاهية
- اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُ كَافِ
- عَلَى اعْتِدَائِي عَلَى نَفْسِي وإسْرَافِي
- تشرَّفَ النَّاسُ بالدُّنيَا وقَدْ غِرقُوا
- فِيهَا فَكُلٌّ علَى أمواجِهَا طافِ
- هُمُ العَبيدُ لدارٍ قَلْبُ صاحِبِها،
- ما عاشَ، منها على خوْفٍ وَإيجافِ
- حسبُ الفتَى بتقَى الرّحمانِ منْ شرفٍ
- وما عَبيدُكِ، يا دُنْيا، بأشرافِ
- يا دارُ! كمْ قد رَأينا فيكِ مِنْ أثَرٍ،
- يَنعَى المُلُوكَ إلَينَا، دارِسٍ، عافِ
- أوْدَى الزّمانُ بأسْلافي، وخَلّفَني،
- وَسوْفَ يُلْحِقُني يَوْماً بأسْلافي
- كأنَّنَا قَدْ توافيْنَا بأجمعِنَا
- فِي بَطْنِ ظَهْرٍ عَلَيْهِ مدرَجُ السَّافِي
- أُخَيّ! عِندي مِنَ الأيّامِ تجْرِبة ٌ،
- فِيمَا أظُنُّ وعِلْمٌ بارِعٌ شافِ
- لاَ تمشِ فِي النَّاسِ إلاَّ رحْمَة ً لَهُمُ
- وَلا تُعامِلْهُمُ إلاّ بإنْصَافِ
- واقطعْ قُوَى كُلّ حِقْدٍ أنْتَ مضمِرُهُ
- إنْ زَالّ ذو زَلّة ٍ، أوْ إنْ هَفا هافِ
- وَارْغَبْ بنَفْسِكَ عَمّا لا صَلاحَ لهُ،
- وَأوْسِعِ النّاسَ مِنْ بِرٍ، وَإلْطافِ
- وإنْ يَكُنْ أحدٌ أوْلاَكَ صالحَة ً
- فكافِهِ فَوْقَ ما أوْلى بأضْعافِ
- ولاَ تكشِّفْ مسيئاً عنْ إساءَتِهِ
- وَصِلْ حِبالَ أخيكَ القاطعِ، الجافي
- فتستّحقَّ منَ الدُّنيَا سَلاَمَتَهَا
- وَتَسْتَقِلَّ بعِرْضٍ وافِرٍ، وَافِ
- ما أحسَنَ الشّغلَ في تَدبيرِ مَنفَعَة ٍ،
- أهلُ الفَراغِ ذوُو خوْضٍ وَإرْجافِ
المزيد...
العصور الأدبيه