الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إيَّاكَ أعْنِي يا ابْنَ آدَمَ فاسْتَمِعْ >>
قصائدأبو العتاهية
إيَّاكَ أعْنِي يا ابْنَ آدَمَ فاسْتَمِعْ
أبو العتاهية
- إيَّاكَ أعْنِي يا ابْنَ آدَمَ فاسْتَمِعْ
- ودَعِ الرُّكونَ إلى الحياة ِ فتنتفِعْ
- لوْ كانَ عُمْرُكَ ألفَ حولٍ كاملٍ
- لمْ تَذْهَبِ الأيّامُ حتى تَنقَطِعْ
- إنّ المَنِيّة َ لا تَزالُ مُلِحّة ً،
- حَتَّى تُشَتِّتَ كُلَّ أمْرٍ مُجْتَمِعْ
- فاجْعَلْ لِنَفْسِكَ عُدّة ً لِلقَاءِ مَنْ
- لَوْ قَدْ أَتَاكَ رسُولُهُ لَمْ تمتَنِعْ
- شُغِلَ الخَلائِقُ بالحَياة ِ، وَأغفَلُوا
- زَمَناً، حَوادِثُهُ عَلَيْهِمْ تَقْتَرِعْ
- ذَهَبَتْ بنا الدّنْيا، فكَيفَ تَغُرّنَا،
- أمْ كيفَ تَخدَعُ مَن تَشاءُ فينخدِعْ
- وَالمَرْءُ يُوطِنُها، ويَعْلَمُ أنّهُ
- عَنْهَا إلى وَطَنٍ سِواهَا منْقَلِعْ
- لَمْ تُقْبِلِ الدُّنيا عَلَى أحدٍ بريتَهَا
- فَمَلَّ منَ الحيَاة ِ ولاَ شَبَعْ
- يا أيّها المَرْءُ المُضَيِّعُ دينَهُ،
- إحرازُ دينِكَ خَيرُ شيءٍ تَصْطَنِعْ
- ـنَتِها، فَمَلّ مِنَ الحَياة ِ وَلا شَبعْ
- فَاعْمَلْ فَمَا كلفْتَ مَا لا تستطِعْ
- وَالحَقُّ أفضَلُ ما قَصَدْتَ سَبيلَهُ،
- وَاللّهُ أكْرَمُ مَنْ تَزُورُ وتَنْتَجِعْ
- فامْهَدْ لنَفسِكَ صالحاً تُجزَى بهِ،
- وانْظُرْ لِنَفْسِكَ أيَّ أمْرٍ تتَّبِعُ
- وَاجعَلْ صَديقَكَ مَن وَفى لصَديقِهِ،
- وَاجعلْ رَفيقَكَ، حينَ تسقُطُ، من سرُعْ
- وامْنَعْ فؤَادَكَ أنْ يميلَ بكَ الهوَى
- وَاشدُدْ يَديكَ بحَبلِ دينِكَ وَالوَرَعْ
- واعْلَمْ بأنَّ جَميعَ مَا قَدَّمْتَهُ
- عندَ الإلهِ، مُوَفَّرٌ لكَ لم يَضِعْ
- طُوبَى لمَنْ رُزِقَ القُنُوعَ، ولَم يُرِدْ
- ما كان في يَدِ غَيرِهِ، فيُرَى ضرَعْ
- وَلئِنْ طَمِعتَ لَتُصرَعنّ، فلا تكُنْ
- طَمِعاً، فإنّ الحُرّ عَبدٌ ما طَمِعْ
- إنَّا لنلْقَى الْمَرءَ تشرَهُ نَفْسُهُ
- فيضِيق عَنْهُ كُلُّ أمْرٍ متَّسِعُ
- وَالمَرْءُ يَمْنَعُ ما لَدَيْهِ، ويَبْتَغي
- ما عندَ صاحبِهِ، وَيَغْضَبُ إن مُنعْ
- ما ضَرَّ مَنْ جَعَلَ التّرابَ فِراشَهُ
- ألاّ يَنَامَ على الحَريرِ، إذا قَنِعْ
المزيد...
العصور الأدبيه