الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> إنّ السّلامَة َ أنْ نَرْضَى بمَا قُضِيَا، >>
قصائدأبو العتاهية
إنّ السّلامَة َ أنْ نَرْضَى بمَا قُضِيَا،
أبو العتاهية
- إنّ السّلامَة َ أنْ نَرْضَى بمَا قُضِيَا،
- لَيَسْلَمَنّ، بإذْنِ الله، مَن رَضِيَا
- المَرْءُ يأمُلُ، وَالآمالُ كاذِبَة ٌ،
- والمرءُ تصحبُهُ الآمالُ ما بَقيَا
- يا رُبَّ باكٍ علَى ميتٍ وباكية ٍ
- لمْ يلبَثَا بعدَ ذاكَ الميتِ أنْ بُكِيَا
- ورُبَّ ناعٍ نَعَى حيناً أحبَّتهُ
- ما زالَ ينعى إلى أن قيلَ قد نُعيَا
- عِلْمي بأني أذوقُ الموتَ نغَّصَ لي
- طِيبَ الحَياة ِ، فما تَصْفوا الحياة ُ لِيَا
- كم منْ أخٍ تَغتَذي دودُ التّرابِ بِهِ،
- وَكانَ صَبّاً بحُلوِ العَيشِ، مُغتَذِيَا
- يَبلَى مَعَ المَيتِ ذِكْرُ الذّاكرينَ لَهُ،
- من غابَ غيبة ً مَنْ لا يُرتجى نُسيَا
- منْ ماتَ ماتَ رجاءُ الناسِ منهُ فوَ
- لّوْهُ الجَفَاءَ، وَمَن لا يُرْتجى جُفيَا
- إنّ الرّحيلَ عَنِ الدّنْيا لَيُزْعِجُني،
- إنْ لم يَكُن رائِحاً بي كانَ مُغتَدِيَا
- الحَمدُ لله، طُوبَى للسّعيدِ، وَمَنْ
- لم يُسعِدِ الله بالتّقوَى ، فقَد شَقِيَا
- كم غافلٍ عن حِياضِ الموْتِ في لَعبٍ،
- يُمسِي، وَيُصْبحُ رَكّاباً لِما هَوِيَا
- ومُنقضٍ ما تراهُ العينُ منقطِعٍ
- ما كُلُّ شيءٍ بدَا إلا لينقضِيَا
المزيد...
العصور الأدبيه