الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو العتاهية >> أيا رَبُّ يا ذا العرْشِ، أنْتَ حكيمُ! >>
قصائدأبو العتاهية
أيا رَبُّ يا ذا العرْشِ، أنْتَ حكيمُ!
أبو العتاهية
- أيا رَبُّ يا ذا العرْشِ، أنْتَ حكيمُ!
- وأنتَ بما تُخفِي الصدورُ عليمُ
- فَيا رَبُّ! هَبْ لي مِنكَ حِلماً، فإنّني
- أرَى الحِلْمَ لم يَندَمْ عَلَيهِ حليمُ
- ألا إنَّ تقوى الله أكبرُ نِسبة ٍ
- تَسَامَى بهَا، عِندَ الفَخارِ، كريمُ
- إذا ما اجتَنَبتَ النّاسَ إلاّ على التّقَى ،
- خَرَجْتَ مِنَ الدّنْيا وَأنتَ سَليمُ
- أرَاكَ امَرأً تَرْجُو مِنَ الله عَفْوَهُ،
- وأنتَ على ما لا يُحبُّ مُقيمُ
- فحتى متى يُعصَى ويَعفُو إلى متى
- تَبَارَكَ رَبّي، إنّهُ لَرَحيمُ
- ولو قدْ توسَّدت الثرى وافترشتهُ
- لقد صرتَ لا يَلْوِي عليكَ حميمُ
- تَدُلّ على التّقْوَى ، وَأنتَ مُقصِّرٌ،
- أيا مَنْ يداوي الناسَ وهو سقيمُ
- وَإنّ امرَأً، لا يَرْبَحُ النّاسُ نَفْعَهُ،
- ولمْ يأمنُوا منهُ الأذى للئيمُ
- وَإنّ امرَأً، لمْ يَجْعَلِ البِرَّ كَنزَهُ،
- وَإنْ كانَتِ الدّنْيا لَهُ، لَعَديمُ
- وَإنّ امرَأً، لمْ يُلْهِهِ اليَوْمُ عَنْ غدٍ
- تخوفَ ما يأتي بهِ لحكيمُ
- ومن يأمنِ الأيامَ جهلٌ وقدْ رأَى
- لَهُنّ صُرُوفاً كَيدُهنّ عَظيمُ
- فإنَّ مُنَى الدنيَا غرورٌ لأهلهَا
- أبى اللهُ أن يبقَى عليهِ نعيمُ
- وأذللتُ نفسي اليومَ كيمَا أعزهَا
- غَداً، حَيثُ يَبْقَى العِزُّ لي وَيَدومُ
- وللحقِّ بُرهانٌ وللموتِ فكرة ٌ
- وَمعْتَبَرٌ للعالَمِينَ قَديمُ
المزيد...
العصور الأدبيه