الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ما للنّعائِمِ لا تَمَلُّ نِفارَها؛ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
ما للنّعائِمِ لا تَمَلُّ نِفارَها؛
أبوالعلاء المعري
- ما للنّعائِمِ لا تَمَلُّ نِفارَها؛
- والشُّهْبُ تألَفُ سيرَها وسِفارَها
- والطّبعُ يخفُرُ ذمّةً من ناسِكٍ؛
- والعَقلُ يكرَهُ، جاهداً، إخفارَها
- تَلَتِ النّصارى، في الصّوامع، كتبَها
- ويهودُ تقرأ، بالقوى، أسفارها
- ليسَ المَعاشرُ، سبّدتْ هاماتِها،
- كمَعاشرٍ أمسَتْ تُجِمُّ وِفارَها
- وأعُدُّ قصّ الظّفرِ شيمَةَ ناسكٍ،
- والهندُ، بعدُ، مُطيلَةٌ أظفارها
- مِلَلٌ غدَتْ فِرَقاً، وكلُّ شريعَةٍ
- تُبدي، لِمُضْمَرِ غيرِها، إكفارَها
- والرّملَةُ البيضاءُ غودِرَ أهلُها،
- بعدَ الرَّفاغةِ، يأكلونَ قفارَها
- والعُرْبُ خالفتِ الحضارةَ، وانتقتْ
- سُكنى الفلاةِ، ورُعلَها وصُفارَها
- كانت إماؤهُمُ زوافِرَ مَوْرِدٍ،
- فالآنَ أثقَلَ نَضرُها أزفارها
- أهِلَتْ بها الأمصارُ، فهيَ ضواربٌ
- عَمَدَ الممالِكِ، لا تريدُ قِفارَها
- لم يَبقَ إلاّ أن تؤمّ جيادُهُمْ
- رَمَحاً، لتقطَعَ رَملَها وجِفارَها
- عتروا الفوارِسَ بالصّوارِمِ والقَنا،
- والمَلْكُ في مصرٍ يُعَتِّرُ فارَها
- جعلوا الشّفارَ هوادِياً لتَنوفَةٍ
- مَرهاءَ، تُكحَلُ بالدّجى أشفارُها
- تَكبُو زِنادُ القادِحينَ، وعامرٌ،
- بالشامِ، تقدَحُ مَرْخَها وعَفارها
- وإذا الذّنوبُ طَمتْ، فأخلِص توبةً
- للَّهِ، يُلْفَ بفضلِهِ غفّارها
المزيد...
العصور الأدبيه