الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ما للبصائِرِ لا تخلو من السَّدَرِ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
ما للبصائِرِ لا تخلو من السَّدَرِ،
أبوالعلاء المعري
- ما للبصائِرِ لا تخلو من السَّدَرِ،
- والعقلِ يُعصى، فيُمسي وهو كالهَدَرِ
- آلَيْتُ أُثني على قَومٍ بنُسكِهِمُ،
- وقد تكشّفَ سهلُ الأرضِ عن غَدَر
- إنْ قلتُ صُفّوا بإلغازٍ، فمُعتَمَدي
- صُفّوا من الصفّ لا صُفّوا من الكدَر
- مَن كان، في الدّهرِ، ذا جَدٍّ أفاد به
- ما شاءَ، حتى اشتراءَ البَدرِ بالبِدَر
- وقِسْ، بما كان، أمراً لم يكنْ، ترَه،
- فالرِّجلُ تعرِفُ بعضَ الموتِ بالخَدَر
- على خَبيئِكَ أسْتارٌ، مضاعَفَةٌ،
- بالعقل والصّمْتِ والأبوابِ والجُدُر
- لكلّ وقتٍ شؤونٌ تستعدُّ له،
- والهمُّ في الوِرْدِ غيرُ الهمّ في الصّدَر
- ما قلتُ أُسرِيَ، في ليْلٍ، على عَملٍ،
- أدارَهُ اللَّهُ، والأفلاكُ لم تَدُرِ
- أضرُّ من جُدَريٍّ، شانَ حاملَهُ،
- بحَمْلِه، جَدَريٌّ، جاءَ مِن جَدَر
- والمَرءُ يُنكِرُ ما لم تجْرِ عادتُهُ
- بمثلِهِ، ثمّ يَبغي الحُوتَ في الغُدُر
- طأ بالحوافرِ قَتْلَى في مَصارِعِها،
- فالجِسمُ، بعدَ فراقِ الرّوح، كالمَدر
- والنّفسُ تطلُبُ أغراضاً، ولو علمتْ
- بالغيبِ، سِيئَتْ بمخبوءٍ من القَدر
المزيد...
العصور الأدبيه