الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ما راعَها من قُرى عُمٍّ وجارمِها، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
ما راعَها من قُرى عُمٍّ وجارمِها،
أبوالعلاء المعري
- ما راعَها من قُرى عُمٍّ وجارمِها،
- إلاّ الأباريقُ يَحمِلْنَ الأباريقا
- ومومِساتٌ تُوافيها حَنادِسُها
- بطارِقِينَ، يُخالُونَ البَطارِيقا
- لم يكفهم ريقُ كَرْمٍ، من شَرابِهِمُ،
- حتى أضافوا إليهِ، من فمٍ، رِيقا
- لو عُجّلَتْ، لغَويٍّ فاجرٍ، سقرٌ،
- لأُشعِروا جَمَراتِ النّارِ تَحريقا
- لقد تفكّرتُ في الدّنيا وساكنِها،
- فأحدَثَ الفكرُ أشجاناً وتأريقا
- قد أغرَقوا في مَعاصيهم، فما لهمُ
- لا يُؤنِسونَ، من الطّوفانِ، تغريقا؟
- وصيّروا لأُناسٍ ، في الأذى، طرُقاً
- وذَلّلُوا الإثمَ إعمالاً وتَطريقا
- أعِرْقُ آدَمَ هذا لا يُمازِجُهُ
- سواهُ، أمْ مسَّ، من إبليسَ، تعريقا؟
- يَخشَى، ذُوِيَّ رطيبٍ حاملٍ ثَمَراً،
- مُؤمِّلٌ، من غُصون اليُبسِ، توريقا
- كم تَطلُبُ المالَ في سَهلٍ وفي جبلٍ،
- وتَقطَعُ الأرضَ تغريباً وتَشريقا
- وقد شهِدتَ مَخاريقَ الوغَى لعبتْ،
- مُجيدَةً، لدروعِ القومِ، تخريقا
- فَراقِبِ اللَّهَ! إنّ السّعدَ يَتبَعُهُ
- نحسٌ، وإنّ، لجمعِ الدّهر، تَفريقا
- ومرَّ موسَى ولم يترُك، لأُمّتهِ،
- إلاّ أحاديثَ يُودَعْنَ المَهاريقا
المزيد...
العصور الأدبيه