الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> ما جُدَرِيٌّ، أماتَ صاحبَهُ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- ما جُدَرِيٌّ، أماتَ صاحبَهُ،
- من جَدَرِيٍّ، أتتْ بهِ جَدَرُ
- ما سدِرَتْ، في العيانِ، أعيُنُهم،
- لكنْ عيونُ الحِجَى بها سَدَرُ
- والبدرُ بَعدَ الكَمالِ ممتَحِقٌ،
- ففيمَ، يا قومُ! تُجمَعُ البِدَرُ؟
- كيفَ وفَى، للخليلِ، مؤتَمَنٌ،
- وطَبعُهُ، بالأذاةِ، مُبتَدِر؟
- والعالَمُ ابنٌ، والدّهرُ والدُهُ،
- نجلٌ غَوِيٌّ، ووالدٌ غُدَرُ
- في التُّربِ، والصّخرِ، والثّمارِ،
- وفي الماءِ، نفوسٌ يصوغُها القدَر
- فصادِرٌ لا وُرودَ يُدركُهُ،
- ووارِدٌ لا يَنالُهُ صَدَرُ
- إنْ سَلِمَ المَرءُ من عَواقِبِه،
- فكُلُّ رُزْءٍ يُصيبُهُ هَدَر
- والرَّجْلُ إن حلّ خِدْرَ غانيَةٍ،
- كالرِّجلِ في المشيِ، حَلَّها خَدَر
- يضمُّنا الجهلُ في تصرّفِنا،
- ما شَدّ منّا رهطٌ ولا قَدَروا
- نطلُبُ نوراً، يلوحُ ساطِعُهُ،
- ودونَ ذاكَ الظّلامُ والغَدَر
- تواضعوا، في الخطوبِ، ترتَفِعوا،
- فالشُّهبُ، عندَ الرُّجومِ، تنكدر
- لا يَطلُعُ الغربُ، شافياً ظمأً،
- حتى يُرَى قَبلُ، وهوَ مُنحَدِر
- والسّهلُ، قُدّامَه الحزونةُ، والصّـ
- ـفْوُ، من العَيشِ، بعدَهُ كَدَر
- فَدُرَّ جوداً، فدرُّ زاخِرَةٍ
- حصًى، تساوى الأنيسُ والفُدُر
- إن وطِئَتْ، هالكَ الوغى، فرَسٌ،
- فجِسمُهُ، بعدَ رُوحِهِ، مَدَر
المزيد...
العصور الأدبيه