الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لو كانَ يدري أُوَيسُ ما جَنتْ يدُه >>
قصائدأبوالعلاء المعري
لو كانَ يدري أُوَيسُ ما جَنتْ يدُه
أبوالعلاء المعري
- لو كانَ يدري أُوَيسُ ما جَنتْ يدُه
- لاختارَ، دونَ مُغار الثَّلّةِ، العَدَما
- فإنّ من أقبَحِ الأشياِء يَفعَلُهُ
- شاكي المَجاعةِ، يوماً، أن يُرِيقَ دَما
- يا أوْسُ! هيهاتَ كم قابلت هاجرَةً،
- أذكتْ عليكَ وقودَ الحَرّ، فاحتدَما
- وكم طرَقتَ عَتوداً بينُ أعنزةٍ،
- يوماً، ففرّيتَ من أحشائِهِ الأدَما
- مُطَرَّداً بِتَّ لم تَبنِ الخِيامَ ضُحًى،
- ولا تُراعُ، إذا ما بيتُكَ انهَدَما
- وما كسوتَ، إذا قرٌّ أتَى، جسداً؛
- ولا حذوتَ، حِذاراً للوَجَى، قدَما
- جمَعتَ في كلّ ريٍّ سَلّةً وردَى
- نفسٍ، فهلاّ سرقتَ القُرصَ والحدمَا
- قدْ يَقصرُ النّفسَ، إعظاماً لبارِئِهِ،
- على القَفارِ، منيبٌ طالما ائتَدما
- ولا تَصومُ لوَجهِ اللَّهِ مُحتَسباً،
- أم غيرَ صومِكَ أمسَى الهمَّ والسَّدَما
- أتُضمِرُ التوْبَ من ضأنٍ تُرَوّعُها،
- أم كانَ ذلكَ داءً فيكمُ قُدُما؟
- ولو ظفرتَ، على حالٍ، بحاليَةٍ،
- جزّأتَها ونَبذتَ السُّورَ والخَدَما
- وهل نَدِمْتَ على طِفْلٍ فَجعتَ بهِ
- أُمّاً، ومثلُكَ لا يَستَشعِرُ النّدمَا
- ولا يُوارَى، إذا حَلّتْ مَنيّتُهُ،
- ولا إذا ماتَ في غارٍ لهُ رُدِما
- وكم ثوى لكَ جَدٌّ ما درى فطِنٌ،
- منكم على أيّ أمرٍ، إذ مضَى، قدِما
المزيد...
العصور الأدبيه