الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لم أرضَ رأيَ وُلاةِ قومٍ، لقّبوا >>
قصائدأبوالعلاء المعري
لم أرضَ رأيَ وُلاةِ قومٍ، لقّبوا
أبوالعلاء المعري
- لم أرضَ رأيَ وُلاةِ قومٍ، لقّبوا
- ملِكاً بمُقتَدِرٍ، وآخَرَ قاهرَا
- هذي صِفاتُ اللَّهِ، جَلّ جَلالُهُ،
- فالحَقْ بمنْ هَجَرَ الغُواةَ مُظاهِرا
- نَبغي التّطهّرَ، والقضاءُ جَرَى لنا
- بسواهُ، حتى ما نعاينُ طاهِرا
- والنّاسُ في ظُلَمِ الشكوكِ تنازَعوا
- فيها، وما لمَحوا نهاراً باهِرا
- نَمضي ونَتّرِكُ البلادَ عريضةً،
- والصّبحَ أنوَرَ، والنّجومَ زواهِرا
- عِشْ ما بدا لك، لن ترى إلاّ مدًى
- يُطوى كعادته، ودَهراً داهرا
- لا تُولِدوا، وإذا أبَى طَبعٌ، فلا
- تَئِدوا، وأكرِمْ بالترابِ مُصاهِرا
- والجِسمُ أصلٌ فرّعتهُ قُدرَةٌ،
- فأبانَ خالقُهُ حَصًى وجواهرا
- كم قائِمٍ بِعظاتِهِ مُتَفَقِّهٍ في
- الدّينِ، يوجَدُ حينَ يُكشَفُ عاهرا
- وعلمتُ قلبَ المَرءِ يَغرَق في هوى
- دُنياهُ، خابَ مكاتماً ومجاهرا
- ماذا أفَدْتَ بأنْ أطَلْتَ تفكّراً
- فيها، وقد أفنَيتَ لَيلَكَ ساهرا؟
- وخمولُ ذكرِكَ، في الحياةِ، سلامةٌ،
- ودهاكَ مَن أمسى لذِكرِكَ شاهرا
- فتَجَنّبَنْ مُتوافقَينِ على الأذَى،
- مُتَخالِفَينِ بواطناً وظواهرا
- وإخالُنا في البحر، ليسَ بسالِمٍ
- منهُ الذي ركبَ الغواربَ ماهرا
- ملَكوا فَما سلَكوا سبيلَ الرّشد، بل
- ملأوا الدّيارَ ضوارِباً ومزاهرا
المزيد...
العصور الأدبيه