الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لقد جاءنا هذا الشّتاءُ، وتحتَهُ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- لقد جاءنا هذا الشّتاءُ، وتحتَهُ
- فقيرٌ مُعرّى، أو أميرٌ مدَوَّجُ
- وقد يُرزَقُ المجدودُ أقواتَ أمّةٍ؛
- ويُحرَمُ، قوتاً، واحدٌ، وهو أحوَج
- ولو كانت الدّنيا عروساً وجدتُها،
- بما قَتَلَت أزواجَها، لا تُزوَّج
- فعُجْ يدَك اليُمنى لتشربَ طاهراً،
- فقد عِيفَ، للشَّربِ، الإناءُ المعوَّج
- على سفَرٍ هذا الأنامُ، فخلِّنا،
- لأبعدِ بينٍ واقعٍ، نتحوّج
- ولا تعجَبْن من سالم؛ إنّ سالماً
- أخو غمرةٍ، في زاخرٍ يَتموّج
- وهل هوَ إلاّ رائدٌ لعشيرةٍ،
- يلاحِظُ بَرْقاً في الدّجى يتَبوّج
- ولولا دِفاعُ اللَّهِ لاقى مِنَ الأذى،
- كما كان لاقى خامِدٌ ومتوَّج
- إذا وُقِيَ الإنسان، لم يَخشَ حادثاً؛
- وإن قيل هَجّامٌ على الحرب أهوج
- وإن بلغ المقدارُ لم ينجُ سابحٌ،
- ولو أنّه في كُبّةِ الخيلِ أعْوج
- فلا تَشْهَرنْ سيفاً لتطلُب دَولةً،
- فأفضلُ ما نلتَ اليَسيرُ المروَّج
المزيد...
العصور الأدبيه