الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لا تأنَفَنّ من احترافِكَ طالِباً >>
قصائدأبوالعلاء المعري
لا تأنَفَنّ من احترافِكَ طالِباً
أبوالعلاء المعري
- لا تأنَفَنّ من احترافِكَ طالِباً
- حِلاًّ، وعَدِّ مكاسبَ الفُجّارِ
- فالمَجدُ أدرَكَهُ، على عِلاّتِهِ،
- قوْمٌ، بيَثرِبَ، من بني النّجّار
- وإذا أمِنْتَ، على الظّعينَةِ، زَلّةً،
- فاصْفَحْ، إنِ اطّلَعَتْ من الإجّار
- فلهذِهِ النّفسِ الكَذوبِ تشَوّفٌ،
- حتى تُكَفّ، عن الأذى، بهِجار
- والقولُ يُوجِعُ، والعِتابُ ضغينةٌ،
- والهُجرُ مُشتَقٌّ عن الإهجار
- فاخترْ لنَفسِكَ منزِلاً تخلُو بهِ؛
- كلُّ الثّعالِبِ رائحٌ لوِجارِ
- رأسُ ابنِ آدَمَ، أصلُهُ وفروعُهُ،
- قدَماهُ ضدُّ النّبْتِ والأشجار
- وإذا قطعتَ رؤوسَ تلكَ، فَجائزٌ،
- يوماً، تَراجُعُها بحُكمٍ جاري
- ومتى نزعْتَ، لحِلْفِ رُوحٍ، هامةً،
- فهو الرّدى، عمداً، بغير شجار
- والشرّ في طَبعِ الأنامِ، فإنْ يُبِنْ
- شيئاً سواهُ، فليس خِيمَ نِجار
- هفَتِ الجبالُ، من الرّجالِ، بعَسجَدٍ
- أوْ فضّةٍ، وهما من الأحجار
- رغِبوا، فأزْهَدُ منْ ترى فوق الثرى
- يَبغونَ، عندَ اللَّهِ، رِبحَ تِجار
المزيد...
العصور الأدبيه