الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> كلُّ ذِكْرٍ من بَعدِهِ نِسيانُ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- كلُّ ذِكْرٍ من بَعدِهِ نِسيانُ،
- وتَغيبُ الآثارُ والأعيانُ
- إنّما هذِهِ الحَياةُ عَناءٌ،
- فليُخَبّرْكَ، عن أذاها، العِيان
- ما يُحسُّ التّرابُ ثِقلاً، إذا ديـ
- ـسَ، ولا الماءَ، يُتعِبُ الجَريان
- نفَسٌ، بعدَ مِثلِهِ، يتَقَضّى،
- فتمرُّ الدّهورُ والأحيان
- قدْ ترامتْ، إلى الفَسادِ، البرايا،
- واستَوَتْ، في الضّلالةِ، الأديان
- أنتَ في السّهلِ أعوَزتْك الخُزامى،
- أو على النِّيقِ ما به الطُّيان
- طالَ صَبري، فقيلَ: أكثمُ شَبعا
- نُ، وإنّي لَمُنْطَوٍ طَيّان
- أنا أعمَى، فكيفَ أُهدى إلى المَنْـ
- ـهَجِ، والنّاسُ كلُّهمْ عُميان؟
- والعَصا، للضّريرِ، خيرٌ من القا
- ئِدِ، فيهِ الفُجورُ والعِصيان
- وادّعى الهديَ، في الأنامِ، رِجالٌ،
- صَحّ لي أنّ هَدْيَهُمْ طُغيان
- فَلَكٌ دائرٌ، أبَى فتَياهُ
- وَنْيَةً، أوْ يُفَرَّقَ الفِتْيان
- ونُفُوسٌ تَرومُ إرْثاً، وما الوا
- رثُ إلاّ المُهَيمِنُ الدّيّان
- ونَباتُ البلادِ، فيهِ الجَبائيُّ،
- ومِنهُ الوَشيجُ والشِّرْيان
- إنْ تُمَلِّىءْ بالهَمّ كاسيَ دُنيا
- يَ، فكاسي نَعيمُها عُرْيان
- يَبتَني راغبٌ، فَما تَكمُلُ الرّغـ
- ـبةُ، حتى يُهَدَّمَ البُنيان
- وخيولٌ، من الحَوادثِ، تَردى،
- والرّدى شأنُهنّ، لا الرّدَيان
- ناعباتٌ، كما غدتْ ناعياتٌ،
- وحَمامٌ، كما تَغَنّى القِيان
- ليسَ، في هذِهِ المَجَرّةِ، ماءٌ،
- فيُرَجّي وُرودَهُ الصَّدْيان
المزيد...
العصور الأدبيه