الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> كلٌّ تَسيرُ بهِ الحَياةُ، وما لَهُ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
كلٌّ تَسيرُ بهِ الحَياةُ، وما لَهُ
أبوالعلاء المعري
- كلٌّ تَسيرُ بهِ الحَياةُ، وما لَهُ
- علمٌ على أيّ المَنازِلِ يَقدُمُ
- ومنَ العَجائبِ أنّنا بجَهالَةٍ
- نَبني، وكلُّ بِناءِ قَومٍ يُهدمَ
- والمرءُ يَسخَطُ، ثمّ يرضَى بالذي
- يُقضى، ويوجدُه الزّمانُ ويُعدِم
- ويَلَذُّ أطعمَةَ البَقاءِ، وخَيرُها،
- كالسّمّ، يُخلَطُ بالحِمامِ ويُؤدَم
- والدّهرُ يَقدُمُ عن تَرادفِ أعصُرٍ،
- فيغيبُ أعصُرُ في الخطوبِ ويقدُم
- ذكرَ القريضُ ربيعةَ بنَ مُكَدَّمٍ،
- وليُنسَينّ ربيعةٌ ومُكَدَّم
- ونَرومُ دُنيانا، وما كَلِفٌ بها
- إلاّ الفَنيقُ يَظَلُّ، وهوَ مسدَّم
- هُوِيَتْ، وقد خدَمتْ، ولم ترَ خدمة،
- وتَعرّضَتْ لكَ، إذ أُهينتْ، تخدُم
- وأَضيعُ أوقاتي بغَيرِ نَدامَةٍ،
- ويَفوتُني الشيءُ اليَسيرُ فأندَم
- منعَ الفتى هَيناً، فجرّ عَظائِماً،
- وحمَى نميرَ الماءِ، فانبَعثَ الدّم
- وجديدُ عيشتِنا الشبابُ، فإن مضَى،
- فقميصُنا خَلقُ اللّباسِ مَردَّم
- والجسمُ ظرْفُ نوائبٍ، وكأنّهُ
- ظرفٌ يؤخَّرُ، تارةً، ويُقدَّم
المزيد...
العصور الأدبيه