الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> قالتْ مَعاشرُ: كلٌّ عاجزٌ ضرِعُ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
قالتْ مَعاشرُ: كلٌّ عاجزٌ ضرِعُ،
أبوالعلاء المعري
- قالتْ مَعاشرُ: كلٌّ عاجزٌ ضرِعُ،
- ما للخَلائِقِ لا بُطْءٌ ولا سُرُعُ
- مُدَبَّرونَ، فلا عَتْبٌ، إذا خَطِئوا
- على المُسيءِ، ولا حَمدٌ، إذا برَعوا
- وقدْ وجدتُ لهذا القَولِ، في زَمَني،
- شواهِداً، ونَهاني، دونَهُ، الوَرَعُ
- والناسُ ضأنٌ تَساوَتْ في غَرائزِها،
- يَلقون، بالأرض، كفّاً، كلّما افترعوا
- والعيشُ وِرْدٌ سيُسقى الحيُّ آخرَهُ،
- عند الحِمامِ، وأنفاسُ الفتى جُرَع
- شاموا بروقَ المَنايا، غيرَ مانِعِهم
- من الحوادِث، ما شاموا وما ادّرعوا
- ويَدّعي، الرّتبَةَ العليا، أخَسُّهمُ،
- فَما يُجابُ لهمْ داعٍ، إذا ضرَعوا
- وأدركوا، بدعاويهمْ، مدى زُحَلٍ،
- من الرّغامِ، بما قاسُوهُ أو ذَرَعوا
- يَسْعَونَ في المَنهج المسلوك، قد سُبقوا
- إلى الذي هو، عند الغُرّ، مُختَرَعُ
- أبكارُ هذي المَعاني ثَيّباتُ حِجًى،
- في كلّ عَصرٍ لها جانٍ ومفترِع
- وخالَفوا الشّرعَ، لمّا جاءهم بتُقًى؛
- واستَحسنوا، من قبيح الفعل، ما شرَعوا
- وجدتُ ما ازْدرعوهُ، كان عن قَدَرٍ،
- والحقُّ أنّ بَنيهِم شرُّ ما ازدرعوا
- ولو يُكَشَّفُ عن أبصارِهمْ، لرأتْ
- آمالَهمْ والمَنايا كيفَ تَصطرع
- عادتْ لَياليهِمُ دُهماً، بلا وَضَحٍ،
- وقد يكونُ بهنّ الغُرُّ والدُّرَع
- والمرءُ، ما عاشَ، مَبسوطٌ إساءتُه،
- يَشقى به القوم، إن هانوا وإن فَرَعوا
- والطّيرُ والوَحشُ غاديها وصالِحها
- واللّيثُ والشّبلُ والذّيّالُ والذرَعُ
- لا فَضلَ يُحباهُ مَخلوقٌ على جِهَةٍ
- من حالِهِ، وتَساوى النّسرُ والمُرَع
- والهَذرُ يُعطيكَ، عن فَقدِ الهُدى، نبأً،
- ويُكثِرُ القولَ طَيرٌ، شأنُها الضَّرَع
المزيد...
العصور الأدبيه