الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> عجبتُ، وكم عجبٌ في الزّمانِ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- عجبتُ، وكم عجبٌ في الزّمانِ،
- لرأيِ بَني دَهرِكَ الفائلِ
- فمَقتاً لما أُورِثوا من غِنًى،
- وما وُهِبوهُ من النّائل
- فَلا تَحْمِلَنّ لهمْ مِنّةً،
- ولو بِتَّ في صورةِ العائل
- يَغولُ الفتى أرضَهُ بالوَجيفِ،
- ولا بُدّ من حادثٍ غائل
- ويطلُبُ قوتاً، ورِزقُ المَليـ
- ـكِ يَسألُ بالطّالبِ السّائل
- ألمْ تَرَني، وجَميعَ الأنا
- مِ، في دَوْلَةِ الكذِبِ الذّائل؟
- مضَى قَيْلُ مِصرَ إلى ربّهِ،
- وخَلّى السّياسَةَ للخائِل
- وقالوا: يَعودُ، فقُلنا: يَجوزُ
- بقُدْرَةِ خالِقِنا الآئِل
- إذا هَبّ زيدٌ إلى طَيّىءٍ،
- وقامَ كُلَيْبٌ إلى وائِل
- أخو الحرْبِ يَعدُو على سابحٍ،
- لِيَسبَحَ في الزّاخِرِ السّائل
- سيُقصَرُ من طُولِ تلكَ القَناةِ،
- ويُرْفَعُ من درْعِه الذّائل
- وتُصغي، إلى المَينِ، أسماعُنا،
- ونَصبو إلى زُخرُفِ القائل
- وكيفَ اعتدالي، وهذا النّهارُ
- يَرُوحُ بميزانِهِ المائل؟
- وإنّ ثَبيراً لَهُ خِفّةٌ،
- تَبينُ على كِفّةِ الشّائلِ
- تَصولُ علينا بَناتُ الزّمانِ؛
- فَهَلاّ يُصالُ على الصّائِل!
- وقد عَزّ رمْلٌ على حاسبٍ،
- كما عَزّ بحرٌ على كائل
- يُهالُ الترابُ على من ثَوى؛
- فآهِ مِنَ النّبإ الهائل
- وكم قَيّدَ الدّهرُ من دالِفٍ،
- وقد كانَ كالسّابقِ الجائل
- جميعُ الذي نحنُ فيهِ النّفاقُ،
- ونَلحَقُ بالذّاهبِ الزّائل
- ولو لم يكنْ حولكَ العاذلونَ،
- بكيْتَ على المَنزِلِ الحائل
- ويُغنيكَ، عن طَرْحِ فالٍ، تَعو
- دُ باليمنِ، طعنُكَ في الفائل
- نُسَرُّ، إذا نَثْرَةٌ أرْعَفَتْ،
- ونَفرَحُ بالأسَدِ البائل
المزيد...
العصور الأدبيه