الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> سَلْ سَبيلَ الحَياةِ عن سَلْسبيلِ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
سَلْ سَبيلَ الحَياةِ عن سَلْسبيلِ،
أبوالعلاء المعري
- سَلْ سَبيلَ الحَياةِ عن سَلْسبيلِ،
- لا تُخَبَّرْ عن غيرِ وِرْدٍ وَبيلٍ
- والمَنايا لقينَ، بالجَندلِ الفَـ
- ـظّ، ثَنايا لُقِينَ بالتّقبيل
- هلْ تَرى سَيّدَ القَرابةِ أضحَى
- مُفرَدَ الشّخص، ما لَهُ من قبيل
- قوّضَتهُ، وطالما قوّضَتْهُ،
- مُخبِلاتٌ أعقَبْنَ بالتّخبيل
- لم تَحِدْ نَبْلُ دَهِرنا برِماحٍ،
- أو سيوفٍ، عن ساقِطٍ أو نبيل
- وبني الأشعَثِ استَباحَتْ رزايا
- ها، وألقَتْ كَلاًّ على رِتْبيل
- يا طبيبَ المِصرِ! اجتَهدْتَ، وما الجُـ
- ـلاّبُ جَلاّبَ راحَةٍ لنَبيل
- وإذا وُقّرَتْ جِبالُ الرّدى جَلّـ
- ـتْ، فلم تَندَفعْ بجُلّ جَبيل
- أيّها الجامعُ الكنوزَ! أذَرٌّ
- أمْ زبالٌ من نَملَةٍ في زَبيل؟
- صَدَقاتٌ من المَليكِ، على الحَتْـ
- ـفِ، جُسومٌ عُرِفنَ بالتّسبيلِ
- لا تُؤبِّلُ أخاكَ، يوماً، إذا ما
- تَ، فَما كانَ مَوضعَ التّأبيل
- وارتَقِبْ، من مؤذّنِ القومِ، فتكاً،
- فالنّصارى يَشكونَ فعلَ الأبيل
- ولحَبرِ اليَهودِ، في دَرْسِهِ التّوْ
- راةَ فنٌّ، والهَمُّ في التّدْبيل
- رَبّلَتْهُ أسفارُها، وحَمَتْهُ،
- طولَ اسفارِهُ، من التّربيل
- حَسّنَ القَولَ، يَبتَغي نضرَةَ العيـ
- ـشِ بغِشّ الإذواءِ، والتّذبيل
- فاقدرُوا، من بناتِ ضأنٍ، عَبوراً
- سَرّهُ أن تكونَ كالزَّندَبيل
- واصنَعوا من حَلاوةٍ ذاتِ طيبٍ،
- لا بِرِطْلَيْ بَغدادَ، بل أرْدبيل
- واحذَروا أن تُواكِلوهُ، فما يأ
- مَنُ دَيّانُكُمْ يَدَ الجرْدبيل
- إن تَحُلّوا شاماً، فخَمرُ جِبالٍ،
- أو عِراقاً، فالشرْبُ من نهرِ بيل
- وهيَ رُوميّةٌ لزنجيّةِ الأعْـ
- ـنابِ، فيها طَعمٌ من الزّنجبيل
- ذاتُ خَرْسٍ، تُرَدّدُ النّطقَ أخْـ
- ـرَسَ، يَشكو على اللّسانِ الخَبيل
- قد أراكم تَلَطّفاً، وهوَ في الغِلـ
- ـظَةِ من جُرْهمٍ، وآلِ عبيل
- مُوعِدٌ بالإجرامِ يُوعِدُ أُمَّ النّـ
- ـسْلِ فيهِ، بالثُّكلِ والتّهبيل
- فليَحِدْهُ على قُرًى حَرَّبتْهُ:
- كفْرُ توتا منها وكفرُ تبيل
- يُطلقُ الخمسَ في الحرامِ، وأمّا اللـ
- ـفظُ منهُ، فدائمُ التّكبيل
- كِذبٌ لا يزالُ يُطعِمُ خبزاً،
- نُصَّ عن آدَمٍ وعن قابيل
- يَمتريهِ جَذْلانُ مُهتَبلُ الغِرّ
- ةِ، يُبدي حُزْناً على هابيل
- لا تُعَرّي اللّيثَ المَنونُ، ولا الشبـ
- ـلَ، ولا المُغفِراتِ في إشبيل
- أنا بِئسَ الإنسانُ، والنّاسُ مثلي،
- فاعتبيني إنْ شئتِ، أوْ فاعتبي لي
المزيد...
العصور الأدبيه